بيان صادر عن معهد الفتح الإسلامي بدمشق حول الحادث الإجرامي الآثم
بقلم : إدارة التحرير
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن معهد الفتح الإسلامي بدمشق حول الحادث الإجرامي الآثم
الذي وقع صباح يوم السبت 27 رمضان 1429هـ الموافق 27/9/2008م في منطقة القزاز بدمشق.
انطلاقاً من قوله تعالى:) ... مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ... ( [المائدة:32]
· نستنكر العمل الإجرامي الإرهابي الآثم الذي قامت به حفنة من المجرمين القتلة الفجرة الذين سفكوا دماء الأبرياء والآمنين وحاولوا الإخلال بأمن وطننا الحبيب سورية، ونتقدم إلى سيد الوطن الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية ولشعبنا الأصيل وأهالي الشهداء والجرحى بأحر التعازي القلبية، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ أمتنا ووطننا "الشام الشريف"، أرضاً وشعباً وقائداً وأن يرد عنه كيد الأعداء ومكر الحاقدين المجرمين.
· تمتاز بلاد الشام تاريخياً بأنها مهد الحضارات الإنسانية وملتقى الرسالات الإلهية ودمشق خاصة منذ أن أصبحت عاصمة للدولة العربية الإسلامية شرفها الله تعالى بحمل الرسالة الإسلامية التي هي في الحقيقة الرسالة الإنسانية بما فيها من سماحة وهداية ورحمة وعدالة وتصديق لجميع الرسالات والأنبياء.
ولقد كانت رسالتها تشع على العالم أجمع من خلال المدارس الوقفية الخيرية التي أصبحت منارات وجامعات لمختلف الاختصاصات العلمية الدينية والدنيوية بلا فصل بينها.
ولقد سبقت هذه المدارس تاريخياً الجامعات الغربية بأكثر من ثمانية قرون وسبقت الأزهر الشريف بأربعة قرون حتى أصبحت دمشق عاصمة للعلم والحضارة وما ذلك إلا بما كانت هذه المدارس تلقاه من أولياء الأمور وقادة الأمة من تأييد ودعم ورعاية مادية ومعنوية لها ولطلابها وللقائمين عليها.
ولقد كان السيد الرئيس حافظ الأسد طيب الله ثراه أبرز من رعى هذه المعاهد الشرعية وجمعياتها الخيرية ومنحها دورها ومكانتها حتى آتت أُكُلها ولقد استمرت هذه الرعاية الكريمة في عهد السيد الرئيس بشار الأسد حفظه الله تعالى من خلال توجيهاته لوزارة الأوقاف والجهات الرسمية المعنية من أجل تطويرها وازدهارها.
إن ما جرى على لسان هؤلاء المجرمين الضالين القتلة من طعن للمعاهد الشرعية والجمعيات الخيرية حين افتروا ((أن معهد الفتح الإسلامي يستقطب المتشددين وأنه قبلة لهؤلاء المنحرفين مما جعل هذا المجرم يتأثر بهذا الفكر)) إنْ هو إلا بهتان عظيم وهرطقة ممقوتة تدين صاحبها، فمتى كان الأبالسة يقيّمون عباد الله المصلحين ومتى كان مسيلمة الكذاب يقيّم أصحاب رسول الله ومتى كان أبو لهب سُبَّةً على حبيب الله ومصطفاه r.
فمعهد الفتح الإسلامي وجمعيته الخيرية يقومان منذ اثنين وخمسين عاماً ببناء الإنسان الشامخ والمواطن الصالح من خلال الأسس والمكونات التالية:
1. اعتماده مناهج ومقررات علمية وخططاً دراسية نوعية متميزة معتمدة لدى أكثر المعاهد والجامعات السورية والعربية المماثلة وهي تشتمل على مختلف علوم الشريعة والعلوم الإنسانية وعلوم اللغة العربية والعلوم القانونية والتاريخية والفلسفية والاقتصادية مع العناية بالتربية الروحية والتزكية النفسية من خلال نشر منهج التصوف والأخلاق والشمائل النبوية إضافة إلى عنايته بالفكر المعاصر والثقافات واللغات العالمية.
2. استقطاب النخبة المتميزة من المتخصصين والأكاديميين أساتذة الجامعات والمحاضرين والعلماء الربانيين المشهود لهم بأنهم رموز الوسطية والاعتدال، والذين هم موضع ثقة المجتمع.
3. إدارة المعهد متعاونة ومنفتحة وملتزمة بخط الدولة، ومشهود لها بمواقفها الثابتة والمشرفة وولائها للوطن ولسيد الوطن.
4. إن الدارسين في هذا المعهد من الطلاب والطالبات هم مزيج من الشرائح المتنوعة، ففيهم من يحملون الشهادات الجامعية والدرجات العليا من مختلف الاختصاصات العلمية، جاؤوا للتفقه في الدين وتلبية حاجاتهم النفسية والروحية والفكرية، كما أن هناك من هم في أول الطريق واختاروا هذا المعهد لتلبية حاجة المجتمع من التخصصات التي يمتاز بها سواء أكان بهدف شغل الوظائف الدينية التابعة لوزارة الأوقاف من إمامة وخطابة وتدريس ديني وكذلك المدارس التابعة لوزارة التربية أو لنشر الفضيلة والثقافة العربية والإسلامية.
5. النشاطات الثقافية من خلال الملتقيات والمنتديات الفكرية التي قام بها المعهد وشارك فيها ممثلون من داخل الوطن وخارجه عن مختلف الطوائف والمذاهب والاتجاهات الفكرية حيث كان يجمعهم المعهد في الأخوة والمواطنة وخدمة قضايا الأمة والإنسانية العادلة . منها الملتقى الفكري تحت عنوان "تعارف الحضارات والرسالات في ظل الأسرة الإنسانية الواحدة" الذي أقامه المعهد في المركز الثقافي بكفر سوسة ــ دمشق بتاريخ 13/1/2008م وغيره.
6. إن نتاج هذا المعهد يهدف إلى تخريج نخبة من المثقفين يجمعون بين العلم والإيمان والأصالة والمعاصرة والإسلام والعروبة والوطنية ونشر الوسطية والاعتدال والانفتاح على الآخر واحترامه والتعاون معه على سعادة الإنسانية من خلال الحوار والتعاون مع الحفاظ على الخصوصيات والتمايزات والهوية الثقافية.
7. إن هذه الأسس والمكونات التي شكلت المناخ العلمي والفكري النقي والثقافي المنفتح الذي يعتمد على الإرث الحضاري لهذا المعهد ولبلاد الشام بشكل عام ودمشق خاصة هي التي بوأت معهد الفتح الإسلامي مكانته المتميزة في عالم المعاهد الشرعية والجامعات والمجتمعات والأوساط الثقافية داخلاً وخارجاً مما جعله مرمى لسهام من لا يروقهم استمرار ونجاح المعهد في مهمته الوطنية.
وصفوة القول:
إنه من الصعوبة بمكان أن يؤثِّر مجرم قاتل أفاك كذاب في مسيرة معهدنا الناصعة التي خرّجت كبار العلماء المصلحين والأساتذة المربين ورجال العلم والفكر المنفتحين على الآخر الذين ملؤوا أرجاء وطننا الحبيب والعالم بفكرهم النير ومنهجهم الإصلاحي الوسطي القويم فكانوا خير سفراء لمعهد الفتح الإسلامي، وسورية مركز الإشعاع العلمي والروحي والحضاري.
وأخيراً فإن الوعي المتميز في شعبنا الأصيل والثقة الوثيقة المتبادلة واللُّحمة بين هذا الشعب وقائده خير كفيل بدحر الفتنة والإرجاف والبهتان، وستبقى سورية الحبيبة بقيادتها ووحدتها الوطنية قلعة شامخة وصخرة صماء تستعصي على كل كائد وخائن.
وسيبقى معهد الفتح الإسلامي بدمشق بهيئته الإدارية والتدريسية وطلابه مركزاً لنشر الدين القويم الذي يشع هداية ورحمة ووسطية ووطنية وإنسانية في ظل توجيهات وفكر ورعاية ربان السفينة الرئيس بشار الأسد راعي العلم والعلماء.
دمشق 12/ ذو القعدة / 1429هـ الموافق 10/11/2008م
التوقيع: ثلة من أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية والمحاضرين
التعليقات:
7 |
|
|
مرات
القراءة:
5210 |
|
|
تاريخ
النشر: 16/11/2008 |
|
|
|
|
|
|