كيف نرتقي به ؟!
بقلم : ديمة محمد ديب هديب
مفهومٌ عظيم .. نبحث عنه .. نحتاجه .. نفعلُ المستحيل في الدفاع عنه .. نتخيله أحياناً.. ونتصنعه أحياناً أخرى .. نسعى لبقائه واستمراره .. نسمو به تارة .. وننخفضُ به تارة..
هو ....
كلمةٌ رائعة .. تشعرنا بالدفء في أبرد أيام الشتاء .. تبعث فينا الأمان في أشدِّ اللحظات خوفاً وقسوة .. تعيد إلينا بريقَ الأمل في أكثر الأيام ظلمة ..
هو ....
لغةٌ يتخاطب بها كل الناس .. لا تحتاج إلى ترجمة .. ولا يتعلمها الطلاب في المدارس والجامعات ..
هو ....
إحساسٌ خارجٌ عن إرادة البشر .. إحساسٌ فطري .. يعجز قلمي عن وصفه ..
هو الحب ....
إذا سمونا به وارتقينا وبلغنا درجة عظيمة نصل إلى مقام رفيع وهو : حب الله سبحانه وتعالى؛ فالله عز وجل بدأ الحب بنفسه فقال : ( يحبهم ويحبونه ) أيُّ دين هذا الذي احتوى الحب بهذه الطريقة ، فليقولوا عن ديننا ما شاؤوا فإن لنا رباً يحبنا ونحبه .. والأهم أنه يحبنا أولاً فبدأ بنفسه _ سبحانه _ وثنَّى بنا ، ومن أحب الله أطاعه ومن أطاعه أطاع رسوله صلى الله عليه وسلم وأحبه؛ فمن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تعلمنا الحب ومن ينسى حب الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته فقد أعطى الناس دروساً في الشاعرية والرومانسية _التي تحلم بها فتيات هذا الزمان _ عندما سُئل عن أحب الناس إليه فقال بكل بساطة وأمام كل الناس : " عائشة " رضي الله عنها ، وأبقى في هذه الدرجات العالية والمقامات السامية فأنتقل إلى إطار الصحبة والخلة والحبِّ في الله هذا الحب الذي يستمر لما بعد الموت وتحلو به الحياة فهو مقامٌ رفيع وأخلاقٌ حميدة وسجيةٌ عظيمة ومكرمةٌ من الله لمن يحيا هذه الأخوة الصادقة بلا كذبٍ ولا خداع ، وأجوب ساحات الحياة وأرى الحب بأشكال متعددة فهناك حب الأم لأبنائها وحب الأبناء لوالديهم وحب الطلاب لأساتذتهم، ونوع آخر من الحب رائع بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني هو حب الوطن والأرض ؛ وأسمو بروحي وعقلي وتفكيري في هذه الأنواع الرائعة من الحب الطاهر السامي ..
ثم أقف وقفة مع من قيَّد مفهوم الحب على أنه معرفة سطحية عن طريق الصدفة بين شاب وفتاة ربما في أحد المواقع الالكترونية حيث يستطيع بائع الخضار أن يكون طبيباً .. والطبيب أن يكون شاعراً .. وابن الستين شاباً وسيماً في أوج شبابه وجماله والأهم أنه يبحث عن شريكة حياته !!!
أو تعارف في الجامعة وتبادل للمحاضرات ضمن الحدود والضوابط والحواجز ومع أول حاجز يُرفع يقترب الزيت من النار ويبدأ اشتعال النار ؛ هنا يعتقد الشاب والفتاة أنَّ هذه النار التي ستحرق كل شيء هي نار الشوق والحب والهيام .. لكنهم ما علموا أنها نار الخطأ والبعد عن تعاليم الدين والالتزام ...
وطريقة أخرى : فخطأ في رقم هاتف أو جوال وعندما يعلم هذا الشاب أن صاحبة الهاتف فتاة يتكرر الخطأ آلاف المرات ؛ سبحان الله ! ويصبح هذا الرقم هو التسلية الوحيدة لدى الشاب ؛ والأغرب اليوم أنَّ الفتيات أصبحن يجربنَّ هذه الطريقة التي أكل عليها الدهر وشرب .. فصارت بنات هذا القرن يعاكسن الشباب ليرجعن وقد حملن معهنَّ أعذب الكلمات وأفضل الأغنيات وأعلى نسبة من أرقام هواتف الشبان !!
لا أدري هل أستمر في سرد طرق التعارف هذه أم أقف عند هذا الحد فالطرق كثيرة جداً وكلها تحت مسمى واحد هو الحب ..
فهل هذا هو الحب المنشود ؟؟!
وسؤالي لك أخية هل تجدين السعادة في حديثك مع هذا الشاب ؟! وأنت أخي ألا تخف أن يعاكس أخواتك أحد أصدقائك اللاهين العابثين بأعراض الفتيات؟!
هل تصدقون ما يُعرض في التلفاز وما تشاهدون من الأغنيات أن هناك حب طاهر عفيف بين شاب وفتاة خارج مؤسسة الزواج ؟!
هل تصدقين أختي الغالية أنَّ هذا الشاب يسعى للزواج بمن خانت ثفة أهلها ؛ كيف يثق بك بعد ذلك ؟! لا تغرك الشعارات البرَّاقة التي يرفعها لك والنظريات التي يعجز عن تطبيقها والوعود والأيمان التي يحلفها فقد سمعتها قبلك كثيرات كنَّ على هذا الدرب سائرات لكنهنَّ الآن نادمات خاسرات تائهات وربما بقيت إحداهنَّ أياماً طويلة وأعواماً مديدة تتنظر فارس أحلامها المزعوم الذي وعدها يوماً بالزواج وبعد ذلك اختفى في الظلمات ؛ حتى وإن تزوجت إحداهنَّ تبقى ذكرى هذا الشاب تراود حياتها وربما كانت سبباً في تحطيم حياتها ..ولو سمعت أحاديث الشباب في خلواتهم لسمعت العجب العجاب فهم وجوه مختلفة لعملة واحدة يتفاخرون
بالإيقاع في الفتيات وسلبهنَّ العفة والحياء ..شيءٌ واحدٌ أحبُّ أن تتخيليه عندما تكلمين أحدهم في الهاتف وهو : أنَّ والديك يستمعون إلى حديثك كاملاً بما فيه من عبارات......
كيف سيكون إحساسك وقتها ؟! وكيف ستقابلينهم ؟! _ ولله المثل الأعلى _ وأظنك تعرفين ما أعني تماماً...
لا أقول كلامي هذا لأني أكره الحب أو لأني متعصبةٌ متحجرة، ولكني لك ناصحة وعليك مشفقة وإني أعلم أنك أردت الحب الطاهر الذي ينتهي بالزواج فبذلت له كلَّ الأسباب دون التفكير في النتائج والعواقب ..
فكري لحظة دون أية مؤثرات خارجية في علاقتك بهذا الشاب وما يريده منك .. وفكر أنت أخي في هذه العلاقة وإلى أين ستنتهي بكما .. فإن كانت النتائج مرضية لله فبادرا إلى تطبيقها وإن كانت نزوة من النزوات أو تسلية و إضاعة وقت فتذكرا أننا مسلمون منقادون خاضعون وعهدي بكما الرجوع إلى تعاليم الدين الحكيم ففيها وحدها علاج كل المشكلات وعلى رأسها الحب ..
هذا ما خطته يدي وقد كتبته بمداد من دموع فتيات جرَّبن هذا الحب الزائف وعُدن بدموع خاسرة وربما هوان وصَغار عند الناس .. كتبت ما كتبت بدموع التوبة والانكسار لفتيات وشبان عادوا إلى الرحاب الطاهرة بعد أن عرفوا ماذا يعني الحب الطاهر العفيف الصادق .. كتبت من قلبي الذي ينبض بالحب كي نسمو بالحب ..
فهذه هي نظرتي في الحب وهذا هو جهد المقل في هذا الموضوع الهام والخطير فأعينوني بآرائكم وأرشدوني بأفكاركم ..
كي نرتقي بالحب في زمن اختصرنا فيه الحب على..........
التعليقات:
11 |
|
|
مرات
القراءة:
3579 |
|
|
تاريخ
النشر: 09/12/2008 |
|
|
|
|
|
|