ألا تبت أياديكم !
بقلم : الدكتور محمد حسان الطيان*
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمنٍ مسألة فيها نظر
ذلكم هو منطق المستعمر المستبد مذ كان الاستعمار في أرضنا, وهو هو لم يتغير منه شيء حتى يوم الناس هذا, منطق المكابرة والغطرسة, بل منطق العربدة و الطغيان, والكيل بغير مكيال. منطق يتألم و يتوجع لرمي صاروخ لا حيلة له ولا قوة ولا أثر لمرماه على أرض لبقع لا حياة فيها و لا إنس , و يعمى عن تدمير شامل يدك فيها هذا هو العدو الماكر أرض غزة الطاهرة فيزرع الموت والدمار أينما حل وينشر الأشلاء والدماء أينما وقع.
والذي لا ينقضي منه العجب أن يتابع الواحد منا الحدث فيجلس إلى جهاز التلفاز , ويقلب بين قنواته فلا يرى إلا هذا الموت يصبه اليهود على إخواننا في غزة الصامدة غير عابئين بمن يموت ومن يفوت..
أطفال أربعة تخطفتهم يد اليهود الغادرة من مراقدهم فلم يبق منهم إلا أشلاء ودماء.. و أنّة أم ثكلى.. و أب مفجوع.. وأخت مكلومة..ثم ماذا؟ تسمع من بين هذه الأنات وتلك الفجيعة صوت ناعق أمريكي حقير يطالب بعدم إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية! و آخر يقول من حق إسرائيل أن تدافع عن مواطنيها! فما تملك إلا أن تبصق بصقةً بحجم وجه بوش تملأ شاشة التلفاز ليصل رشاشها إلى ذاك الوجه الأغبر عساه يغسل عاره وما أخاله غاسله, وماذا نملك إلا البصقة أو الحذاء يرمى به هذا الكلب المسعور ومن ينعق معه ويعوي في ركاب .
لو كل كلب عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقال بدينار
يا عميان العالم أما آن لكم أن تبصروا !
يا خرسان العالم أما آ ن لكم أن تتكلموا !
يا موتى العالم أم آن لكم أن تنبعثوا من مرقدكم!
أي ضمير تحملون ؟
وبأي وجدان تدينون ؟
وبأي كيل تكيلون ؟
ألا تبت أياديكم!
وخسئت وخسرت أمانيكم !
و أذاقكم الله كأس البلاء التي تتعامون عن رؤيتها يتجرعها إخواننا صباح مساء لعلكم تستبصرون!.
* رئيس مقررات اللغة العربية بالجامعة العربية المفتوحة عضو مراسل بمجمع اللغة العربية بدمشق
التعليقات:
1 |
|
|
مرات
القراءة:
3702 |
|
|
تاريخ
النشر: 03/01/2009 |
|
|
|
|
|
|