من المسؤول ؟ قصة وتعليق ...
بقلم : بتول : B
بسم الله الرحمن الرحيم
صديق يتحدث عن صديقه :
كان لي صديق اسمه هشام من فلسطين، كان ذكياً جداً ومبدعاً، ابتكر وهو في التاسعة من عمره برنامجاً، ثم تابع تعليمه، وما إن تخرج من الجامعة حتى كان قد سُجِّل باسمه ثمانية اختراعات. دعته السلطات الأمريكية ليكمل تعليمه في إحدى جامعاتها، استجاب هشام لهذه الدعوة، فقطع تذاكر السفر له ولزوجته ولولديه حسام وعمار، ثم غادر إلى تلك البلاد، وبعد وصوله ذهب ليسجل أولاده في إحدى المدارس القريبة من سكنه، ولكن تفاجأ بأنه لا يملك أي إثبات لدراسة أولاده، فوقع في غم كبير، ومع ذلك ذهب إلى مديرة المدرسة فطلبت منه الأوراق الثبوتية ، فأخبرها بأنه لا يملك أياً من تلك الأوراق إلا ورقة واحدة، وهي خطاب الوداع من المدرسة لأولاده، فقالت له المديرة لا عليك، وتم تسجيل الطفلين في صفيهما النظاميين، وبعد سنتين حصل هشام على شهادة الماجستير بتفوق، وقرر العودة إلى بلد إسلامي ليعيش هو وعائلته حفاظاً على سلامة دينه ودين أولاده، وليكرس كامل خبراته وذكائه لخدمة ذلك البلد الإسلامي، ولكن أمريكة أغرته في البقاء وإعطائه الجنسية الأمريكية، لكنه رفض أشد الرفض، إذ أن البلد الإسلامي هو أحق به، وبالفعل غادر أمريكة هو وعائلته، ووصل ذلك البلد، وكالعادة ذهب ليسجل طفليه في المدرسة وأعطى الأوراق للموظف، فأجابه أن هذا الوقت مخصص للمواطنين، أما أنت أجنبي فائتِ بعد شهر، وبعد شهر عاد ومعه الأوراق، فقال له الموظف : وقت الصباح للمواطنين أما الأجانب فبعد الظهر، ذهب هشام ثم عاد بعد الظهر، ولكن المفاجأة أن الموظف لم يكن موجوداً، فسأل عنه، فقيل له: إنه ذهب ليصلي، انتظره ساعة حتى عاد فلم يقبل الموظف منه الأوراق، لأن وقت الدوام قد انتهى، وفي اليوم التالي عاد هشام إلى المدرسة وقدم الأوراق للموظف، ولكنه أخبره أن الأوراق ناقصة وينقصها بعض الأختام والتصديقات، وأن عليه العودة إلى أمريكا ليكمل تلك الأوراق، وبالفعل ذهب هشام إلى أمريكا وقام باستكمال الأوراق، وبعد شهرين كاملين عاد فرحاً ومعه الأوراق كاملة مصدقة، قدم الأوراق للمدير و هناكانت الصدمة، إذ أن المدير رفض تسجيل الطفلين في المدرسة، وقال لهشام: لن أسجل الطفلين حتى تشتري للمدرسة مكيفات. حمل هشام نفسه وقطع له ولعائلته تذاكر العودة إلى أمريكا، وأكمل تعليمه حتى أصبح دكتوراً في إحدى الجامعات هناك، وحصل على الجنسية الأمريكية، وبذلك كسبت أمريكا عقلاً ومبدعاً عربياً مسلماً لخدمة بلادها، ولتقدُّمِها(كان ذلك مما سمعته من خطبة أحد العلماء).
وقس على ذلك، والأمثلة كثيرة، وربما حدثت مع واحد منّا وبعد هذا كله نقول: أمريكة قوية وأمريكا بإمكانها فعل كل شيء ، وأمريكا ....... أمريكا ....... وكذلك إسرائيل.
ولم ندرك أنه نحن الذين بأيدينا قوّيناهم وجعلنا لهم تلك المكانة وتلك السلطة، إذ تركنا تطبيق منهج خالقنا وأوامره وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وجعلنا بأسنا بيننا شديداً نتصاغر ونضعف أمام الكافر ونقوى ونتكبر أمام بعضنا.
يقول تبارك وتعالى : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ }
ولكن هذه الآية لم تعجب البعض - إلا من رحم ربي - فعكسوها، فأصبحت: أشداء على بعضنا رحماء مع الكفار، فأصبح السيف في يد تلك الشرذمة، تسلطه على من تشاء، فخضعت لها الرقاب ذليلة تصنع لها ما تشاء، فالله عز وجل ينصر الدولة الكافرة العادلة على الدولة المسلمة الظالمة. كما ينقل عن الإمام ابن تيمية قوله : " الملك والإسلام مع الظلم لا يدوم ، والملك و الكفر مع العدل يدوم " .
ولكنه سبحانه وتعالى لم يزل فاتحاً لنا الباب على مصراعيه، وينتظر رجوعنا إليه والإنابة له بالعودة إلى تطبيق كتابه وسنة نبيه، لنعيش كما أمرنا كما عاش الصحابة الكرام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحظى برضى ربنا، وهو ما تتوق له النفوس، ومن ثم ينصرنا الله على عدونا وعدوه.
فصدق الله العظيم حين قال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
التعليقات:
2 |
|
|
مرات
القراءة:
3023 |
|
|
تاريخ
النشر: 01/02/2009 |
|
|
|
|
|
|