::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> كلمة المشرف

 

 

و عاد شهر المغفرة ..

بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان  

 


الحمد لله الذي منّ علينا بمواسم الخيرات، وخصّ شهر رمضان بالفضل والتشريف والبركات، وحثّ فيه على عمل الطاعات، والإكثار من القربات ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد النبي المكرم ، و على آله و صحبه و سلم .

و بعد :
فإن الله تعالى هيأ لنا من المناسبات العظيمة، التي تصقُلُ الإيمان في القلوب، وتُحرّك المشاعر الفيّاضة في النفوس، فتزيد في الطاعات وتُضيّق مجالات الشر في المجتمعات، وتعطي المسلمين دروساً في الوحدة والإخاء، والتضامن والصفاء، والبرّ والصلة والهناء، والطُهر والخير والنقاء، والصبر والشجاعة والإباء، إنها منهلٌ عذب، وحمى أمين، وحصنٌ حصين للطائعين، وفرصة لا تُعوّض للمذنبين المفرّطين، ليجددوا التوبة من ذنوبهم، ويسطّروا صفحة جديدة بيضاء ناصعة في حياتهم، مفعمة بفضائل الأعمال ومحاسن الفعال، ومكارم الخصال.

فضل رمضان

وإن من أجلّ هذه المناسبات زمناً، وأعظمها قدراً، وأبعدها أثراً: شهرَ رمضان الكريم ، شهرَ مضاعفة الحسنات، ورفعةِ الدرجات، ومغفرةِ الذنوب والسيئات، وإقالةِ العثرات، فيه تفتّح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفّد الشياطين، من صامه وقامه إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدم من ذنبه؛ كما صحّ بذلك الحديث عن رسول الله ؛ فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم القائل: { من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدّم من ذنبه } [متفق عليه]، و { من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه } [متفق عليه].

في رمضان تهجُّد وتراويح، وذكر وتسبيح، في رمضان تلاوة وصلوات، وجُود وصدقات، وأذكار ودعوات، وضراعة وابتهالات.

فهو شهر الرحمة والبركة والإحسان، شهر المحبة والتسامح والغفران، شهر المبرات والصدقات والقربات، شهر المنافسة في الخيرات والطاعات، قال الله تعالى: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون). ‏

وإن أول ما يلزمنا القيام به مع دخول اليوم الأول منه: ‏

·      إذا أهل هلال رمضان فمن السّنة أن ندعو الله ونقول: (الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربي وربك الله). (رواه الترمذي، والدارمي، وصححه ابن حيان). ‏

ثم علينا أن نظهر الفرح والابتهاج بقدوم هذا الشهر العظيم المبارك، فقد ثبت عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان فيقول: «جاءكم شهر رمضان، شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم...». الحديث (أخرجه أحمد). ‏

وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله ے والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان، ويفرحون بقدومه. ‏

ومن آداب استقبال الشهر المبارك: العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان، فالكثير من الناس يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور الدنيا، ولكن قليلون هم الذين يخططون لأمور الآخرة. ‏

وكذلك عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير، قال الله عز وجل: فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم (محمد: 21). ‏

ومن آداب الاستقبال أيضاً: العلم والفقه بأحكام رمضان، فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد:  فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (الأنبياء: 7). ‏

كما يلزمنا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها، فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب؟ قال الله تعالى: ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) (النور:31). ‏

ومن الآداب أيضاً: التهيئة النفسية والروحية، فكان النبي ے يهيئ نفوس أصحابه لاستغلال هذا الشهر، فيقول في آخر يوم من شعبان: «أتاكم شهر رمضان...» ‏

فلنستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع: ‏

1 ـ الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة. ‏

2 ـ ومع الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر. ‏

3ـ مع الوالدين والأقارب، و الأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة. ‏

4ـ مع المجتمع الذي نعيش فيه حتى نكون عباداً صالحين ونافعين لأمتنا وأوطاننا، قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الناس أنفعهم للناس). ‏

ها هو رمضان قد أتى لنقضي فيه أياماً مباركة وليالي فاضلة تفضّل الله بها علينا، وهيأ لنا أسباب الخير، ورتب على ذلك العطاء الجزيل والثواب العظيم، فلنشكر الله تعالى على نعمته و لنسله المزيد من فضله وكرمه، ولنحرص على أن تكون أيام رمضان القادم كلها طاعة وعبادة وتقرب إلى الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخب، وإن أحد سابه أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم).

 ‏فهنيئاً لنا بقدوم هذا الشهر العظيم ، وكل عام و أنتم بخير

 
 
 

 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 4075

 تاريخ النشر: 21/07/2012

2012-07-23

اعلي سيداحمد بيدده

اطال عمرك يا شيخنا المحترم ونطلب منكم ان لنا نحن اهليكم في اكصير الطرشان بموريتانيا الحبيبة

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1160

: - عدد زوار اليوم

7403091

: - عدد الزوار الكلي
[ 60 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan