رمضان.. هل أصبح شهر التسوق ؟!!

بقلم : هيئة التحرير  

منذ أن بدأت نسمات رمضان تهل على المسلمين معلنة قدوم شهر الرحمة، تراكض الناس إلى الأسواق لشراء حاجياتهم لاستقبال هذا الشهر الكريم..

قد نقرأ كلمات السطرين السابقين بشكل روتيني عادي... إنها عبارات عادية، تُعبر عن أمر اعتيادي بالنسبة للمسلمين، وتصف حالة استقبالهم لرمضان كما أي إنسان يبتهج بحلول ضيف كريم عليه..

لكن المشكلة، بأن القصة لم تعد مجرد عبارات تُكتب وتُقال، لأن الناس تجاوزوا الحدود في الشراء، وبات أمر شراء الكثير الكثير، مع أننا لا نستهلك إلا القليل، أمراً عادي.. كاعتيادنا لكتابة تلك العبارات، وهنا تكمن المشكلة...

لماذا بات رمضان شهر استهلاك وشراء عوضاً عن أن يكون شهر عبادة وطاعة.. لماذا عندما تهل نسمات رمضان، نبدأ بحساب ما نريد من أغراض واحتياجات لتجهيز الموائد الرمضانية على الإفطار والسحور، بدل أن نفكر كيف يمكننا استثمار هذا الشهر بالطاعات والعبادات؟؟

إن سألتَ قيل لك: رمضان كريم..

نعم.. إنه كريم.. إنه كريم بأن الحسنات فيه مضاعفة، إنه كريم بأن الثواب فيه جزيل، إنه كريم بأن الله أهدانا رمضان كل عام ليكون مكفراً لما حصل بينه وبين قبله إن نحن أحسنا اغتنام رمضان..

كرمه ليس محدوداً في كثرة الشراء والاستهلاك فقط.. كرم رمضان ليس بأن نذهب إلى الأسواق لنشتري ما نحتاج وما لا نحتاج.. فقط لأنه رمضان..

بل كرمه يعم ليعلن حالة من الكرم اللامتناهي في الدنيا.. حالة من الكرم الإلهي علينا، تغمرنا لتجعلنا بحالة من الكرم نحن المسلمون أيضاً..

إنه رمضان شهر الرحمة والغفران، لا شهر الشراء والتسوق..

قد يحتاج الإنسان إلى احتياجات خاصة بهذا الشهر الكريم، وعليه أن يشتريها.. نعم هذا أمر طبيعي.. لكن أن يتحول الأمر لديه إلى حالة من الهوس الغريب، فهذا ما لا يرضاه عاقل..

أن تصيبنا ما يُعرف لدى الغرب بـ (حمى الاستهلاك)، فهذا ما لا يقبله مسلم عارف بأحكام دينه وبحرمة الإسراف والتبذير..

وما يزيد الطين بلة.. أن الإعلانات باتت تساهم في خلق هذه الحالة من حمى الاستهلاك التي اجتاحت حياة مجتمعاتنا للأسف..

فلماذا تحول رمضان من شهر الصيام إلى شهر تحقيق ما لذ وطاب من المأكولات؟؟

لماذا باتت ليالي رمضان ليالي أكل وشرب وتسوق، بدل أن تكون ليالي عبادة وصلاة وتلاوة للقرآن؟؟

لماذا صار أصحاب المحال التجارية يعتنون بمحالهم في رمضان خصوصاً لأنهم يعلمون أن الناس ستكتسح السوق في رمضان؟؟

ما أسباب هذه التحولات إخوتي القراء؟؟

وما هي الحلول لنعود إلى أيام رمضان الماضية؟؟

شاركونا بآرائكم وأفكاركم وأفيدونا من تجاربكم الخاصة...

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني

أحسن إظهار 768×1024

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة