لا للجدار!! نداءٌ لكسر الحصار؟!
بقلم : هيئة التحرير
لا للجدار!! نداءٌ لكسر الحصار؟!
(الحقوق) كلمة اكتسبت مرونة كبيرة في أيامنا مما أوصلها إلى أن تكون كلمة مطاطية.. قد تتسع وقد تضيق، وفق الإنسان الذي ستلصق باسمه تلك الحقوق..
ومن الحقوق المطروقة في هذه الأيام.. حق الدولة في الحفاظ على سيادتها وأرضها، وهو من الحقوق المسلم بها .. ولكن أن يصل إلى حد إنكار كل الحقوق الأخرى للدول المجاورة في سبيل تحقيق هذا الحق.. فهذا ما لا يقبله عقل..
إن ما استدرجنا إلى هذا الكلام، إقامة جدار فولاذي عازل على الحدود بين فلسطين ومصر (معبر رفح)، ضارب تحت الأرض، والهدف منه منع الفلسطينيين من حفر الأنفاق التي توصلهم إلى سيناء وتساعدهم في إمداد غزة سواء بالغذاء أو الكساء أو الدواء.
¨ ما هو الجدار؟
سيُقام الجدار على الحدود المصرية الفلسطينية في منطقة معبر رفح الحدودي، وسيغرس الجدار على عمق 20-30م، ويتكون من صفائح فولاذية طول الواحدة منها 18م وسمكها 50سم مزود بمجسات تنبه إلى محاولات خرقه، وينصب بإشراف كامل من ضباط مخابرات أميركيين وفرنسيين.
وقد أكدت منظمة حقوق الإنسان في بريطانيا في تقريرها الذي نشرته من أجل هذا الجدار أن منطقة رفح الحدودية أصبحت مرتعاً للاستخبارات الأجنبية حيث تشرف مباشرة على بناء الساتر الحديدي ونصب المعدات لمراقبة الحدود، كما تقوم بتوجيه العاملين من قوات أمن مصرية وتدربهم على المعدات والأجهزة المركبة لإحكام الحصار على قطاع غزة.
¨ ما أصل الفكرة؟
يقول أحد الكتاب حول فكرة إقامة الجدار: ((فكرة "الجدار" الذي يفصل دولة عن دولة أو قوة عن قوة ليس من وارد الفكر المصري أبداً في العصر الحديث، وفكرة "الجدر" الفاصلة التي يتحصن بها المقاتلون هي فكرة يهودية بالأساس، قديماً وحديثاً، وعندما وصل اليهود إلى حدود قناة السويس كان أول ما فكروا فيه إنشاء جدار "خط بارليف" لتحصين حدودهم الجديدة، وكذلك عندما تزايدت ضربات المقاومة الفلسطينية أنشأوا جداراً للفصل بين المستوطنات وبين الأراضي المأهولة بالسكان الفلسطينيين وهو ما أثار استياء العالم، في المقابل لم يحدث أن طرأت فكرة إنشاء جدار على عقلية أي سياسي مصري منذ تأسيس الدولة الحديثة في مصر، ومن ثم أتصور أن فكرة الجدار الذي يفصل بين الحدود المصرية ورفح الفلسطينية هي فكرة يهودية في الأساس، بغض النظر عن السياق الذي طرحت فيه والعراب الذي قدمها، لا أتصور على الإطلاق أن سياسياً مصرياً الآن مهما بلغ به الشطط أو قيادة أمنية أو عسكرية مصرية يطرأ على باله هذه الفكرة نهائياً، وللأمانة فإن تحمل مصر عبء تنفيذ هذه الفكرة "اليهودية" يشين القيادة المصرية ويشين مصر الوطن نفسه)).
¨ المشكلة في الجدار:
إن إقامة هذا الجدار العازل يعني منع الفلسطينيين من التنفس من الرئة الوحيدة لهم تجاه العالم ، وبالتالي فسيُحرمون من الإمدادات اللازمة لحياتهم التي تصلهم عبر تلك الأنفاق..
وقد أقام عدد من نواب البرلمان والمثقفين والمحامين المصريين، دعوى قضائية يطلبون فيها وقف تنفيذ قرار بناء الجدار العازل على الشريط الحدودي بين رفح وغزة، وكذلك إزالة ما تم بناؤه منه مع ما يترتب على ذلك من آثار.
وأكد مقدموا الدعوى على مخالفة قرار بناء الجدار للمعاهدات الدولية والقانون الإنساني الدولي، ومخالفة القوانين والتشريعات المصرية.
وذكرت الدعوى أن بناء الجدار العازل يمثل جريمة إبادة جماعية، ويتناقض مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 96 (د-1) 1946، الخاص باتفاقية بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، مخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة 1949م والبروتوكولات الإضافية الملحقة بها.
¨ لمن يُقام الجدار؟
إن علمنا أن الإشراف على إقامة هذا الجدار إشراف أمريكي فرنسي إسرائيلي، فمن أجل مَنْ يقام هذا الجدار؟؟ ألا يثير هذا الأمر التساؤلات؟!
هل يمكننا بعد هذا الأمر أن نقول أن قصة إقامته سببها الحفاظ على أمن الدولة فقط؟!
لمصلحة من يُقام هذا الساتر الحديدي؟!
وتحت أي مسمى تقوم الحكومة المصرية ببنائه؟ وما هو التهديد الذي يشكله شعب أعزل مثخن بالجراح على أمن مصر القومي؟
وهل أصبح الأمن القومي المصري يبدأ وينتهي عند معبر رفح؟
أسئلة عديدة تتردد على ألسنة المواطن العربي و المسلم ونحن نتابع آخر أحداث الجدار؟ وإلى أين وصل! وكم بُني منه حتى الآن؟!
¨ وجهة النظر الدينية !!
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن امرأة ستدخل النار بسبب هرة حبستها، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.. و أشار إلى أن سبب دخولها النار بسبب حبس هرة وتجويعها، فما بالك بحبس وتجويع أكثر من مليون ونصف مليون إنسان فلسطيني؟؟
كيف وإقامة الجدار ستمنع وصول الغذاء والكساء لهم، وحتى الدواء، مما سيسبب حالة حصار كامل فوق الحصار عليهم في الوقت الحاضر؟
كيف بنا و نحن نزيد عليهم الحصار والتضييق بدل محاولة فكه وكسره؟!
كيف بنا نمنع الأطفال من لقمة خبز قد يموتون دونها؟ ومن حبة دواء قد تتوقف حياتهم عليها؟!
كيف تهون الأراضي المقدسة علينا إلى درجة إقامة جدار عازل بيننا وبينها؟!
وكيف نقيم جداراً بيننا وبين المسلمين في فلسطين برعاية إسرائيلية أمريكية أوربية ؟!
لقد اعتبرت منظمة حقوق الإنسان في بريطانيا هذا الجدار [الذي قالت إنه مُصَنَّعٌ أميركياً] جريمةً ضد الإنسانية هدفه تشديد الخناق على الشعب الفلسطيني بالقطاع، ودعت الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية للتحرك لوقف الإجراءات المصرية وفضحها.
فما موقف الشعوب العربية والإسلامية وهي تشهد عملية موت منظم لأطفال غزة؟
كيف نسمع نداء المسلمين في غزة وقد صممنا آذاننا؟!
كيف نترك أطفال غزة في حصار أليم دون أن نتيح لهم فرصة الأمل؟؟!!
وإلامَ الصمتُ والسكوت؟!!
وإلى متى ستبقى عباءة الصمت تلف وتغطي أعمالنا وأفكارنا؟! وحتى أحلامنا؟!
ألا تدعونا إقامة هذا الجدار.. إلى عمل محاولات جديدة لكسر الحصار؟!
وإلى متى سيستمر هذا الحصار؟!!
ما رأيكم إخوتي القراء؟! وما سبب هذا الجدار؟
وما هو دورنا نحن المسلمين في هذه القضية؟!
التعليقات:
3 |
|
|
مرات
القراءة:
4579 |
|
|
تاريخ
النشر: 07/01/2010 |
|
|
|
|
|
|