::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قضية ونقاش

 

 

غربة أهل السُنَّة في زمن الفتنة..

بقلم : بنان محمد الحرش  

 

يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين: الغريب هو غريب الدنيا بين أهلها..  فهي غربة صاحب صلاح الدين بين قوم فاسدين ، وغربة صاحب الصدق والإخلاص بين أهل الكذب والنفاق. فمثلُ هؤلاء بين أولئك كمثل الطير الغريب بين الطيور...    فالصالحون غرباء في الناس ، والزاهدون غرباء في الصالحين، والعارفون غرباء في الزاهدين...

وأي اغتراب فوق غربتنا التي *** لها أضحت الأعداء فينا تحكم

 لكـننا سبي العدو؛ فهل تُرى*** نعود إلـى أوطـاننا ونسلم

ولعلي أقف عند هذا المدخل لأبين فيما أردت من موضوع غربة أهل السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، مما بعثني إلى كتابة هذا الموضوع وهو تصور حالة الغربة والضعف التي يعيشها أهل السنة و خادموها -على قلتهم- وانتقادهم  على التزامهم بالسنة والدفاع عنها.

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ***بهن فلول من قراع الكتائب

 

 

* * وقفة.. * *

في زمن كثرت  فيه الضغوط بشتى صورها، وتزاحمت فيه الشبهات والشكوك وتسلّطت الوساوس، زمن أمست النفس البشرية يعتريها الضعف والفتور ، فأصبحت مرتعاً خصباً لملاينة أهل الأهواء، والتكلّف في تبرير انحرافهم وشطحاتهم.. فتسللت الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمكذوبة على سيد الخلق وحبيب الحق وانتقلت إلى المجالس وتكلم فيها القائم والجالس وانتشرت كما ينشر الجراد في أرض الفلاة.

ولا غرو أن حفظ السنة من الضياع أمر تكفل به رب العزة جل وعلا حين قال:

 ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) [الحجر:9] والذكر هنا هو كل وحي من عند الله، بنوعيه القرآن والسنة كما ذكر العلماء.

ولكن الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح كما اهتموا بحفظ كتاب الله جلّ وعلا، فكذا كانت عنايتهم شديدة بالسنة المطهرة، فكانوا يتتبعون ما يُلقى أمامهم، ويتثبَّتون فيما يُروى لهم، فمما جاء في الصحيحين عن سعيد أنَّ أبا موسى رضي الله عنه سلَّم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه من وراء الباب ثلاث مرات فلم يُؤذن له، فرجع فأرسل عمر في أثره فقال: لم رجعت؟ قال: "سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سلَّم أحدكم ثلاثاً فلم يجب فليرجع"، قال: "لتأتيني على ذلك ببيِّنة أو لأفعلنَّ بك"، فجاءنا أبو موسى منتقعاً لونه و نحن جلوس فقلنا: "ما شأنك "؟ فأخبرنا وقال: "فهل سمع أحد منكم"؟ فقلنا: "نعم كلنا سمعه"، فأرسلوا معه رجلاً منهم حتى أتى عمر فأخبره.

فقال عمر: "أما إني لم أتهمك و لكنني أحببتُ أن أتثبَّت".

ولما سُئِلَ الزبير بن العوّام، لماذا لا تُحَدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدِّث فلان وفلان؟ قال: أما إني لم أفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم و لكني سمعته يقول:   "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". أخرجه البخاري في صحيحه

ومنهم أيضاً من قطع المسافات وجاب البلاد ليتحقق من حديث سمعه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم.

إذاً فقد كان من طبع الصحابة الحرص الشديد والخوف من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا منهج السلف الصالح أيضاً الذين اجتهدوا في تدوين الحديث ووضعوا الكتب الكبيرة في الصحيح والضعيف فتنبهوا للخطر المحدق بالحديث النبوي وأيقنوا أن أعداء الأمة كثيرون وأكثر منهم أعداء الدين.

فما بالنا اليوم نجد كثرة من المتكلمين، والمتقولين على رسول الله  يستشهدون بأحاديث دون التأكد من سندها أو درجة صحتها، ثم لا يكون من بعض المتفيقهين إلا  الانجراف في نفق هذه الأحاديث بحلوها ومرها وزيفها وبريقها دون علم أو وعي أو إدراك أو تحقيق فينشرونها في الأفراح والأتراح، وغفلوا عن قول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم:    "من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين" . رواه مسلم .

فأين أنتم يا أهل السنة وحُماتها..؟

 أين أنتم من هذا التحريـف الصريـح لعقيدتنـا.. وديننـا.. وسنة نبينـا التي جاءت لهدايـة الإنسانيـة؟

أين أنت أيها المسلم الغيور المخلص في الدين لرب العالمين؟

أين جهودك في تنقية الأحاديث النبوية من الكذب وتمييز صحيحها من ضعيفها.

أين أنت من السعي في نشرها وتبصير الناس بها "نضّر الله امرءا سمع منا شيئاً، فبلغه كما سمعه، فرُبَّ مبلغٍ أوعى من سامع"  صحيح الجامع.

بقي أن نتنبه ألاّ تأخذنا حمية الخطاب.. والنزق في الصدّ.. وضيق الأفق، فنكون كعلماء السوء، الذين جلسوا على باب الجنة، يدعون إليها الناس بأقوالهم، ويدعون إلى النار بأفعالهم، فكلما قالت: أقوالهم للناس هلمُّوا، قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم.

بل علينا بالرفق في إحياء هذه السنن، واللين في عرض بضاعتنا لتكون مقبولة محببة إلى الناس؛ الذين قد يستنكرون بعض هذه السنن بعدما قضوا دهراً طويلاً من أعمارهم لم يسمعوا بها في حين يألفون أحاديث ضعيفة أو موضوعة كما لو أنها صحيحة. ففي خضمّ هذا الجدل مالنا إلا الصبر والثبات وتحمل العقبات فإنما الأعمال بخواتيمها. 

وأخيراً أخي القارئ لا يغرك قلة السالكين لطريق الحق، وكثرة المخالفين له، "فالحق لا يُعرف بالكثرة ، وليس العجب ممن هلك كيف هلك؟ إنما العجب ممن نجا كيف نجا؟"

هدانا الله وإياكم إلى سبل الهدى والرشاد وجنبنا طريق الزلل والفساد...

وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المهتدين وعلى آله وصحبه وسلم...

فما رأيكم إخوتي أخواتي في هذه القضية؟؟

شاركونا بآرائكم وأفكاركم في هذه المسألة المهمة..

 

 


 التعليقات: 7

 مرات القراءة: 3589

 تاريخ النشر: 22/04/2010

2010-08-05

محمد الصياد

جزيتم خيرا

 
2010-05-01

بحر الندى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : نشكر الأخت بنان على موضوعها المميز وعلى اختيارها للعنوان غرابة أهل السنة فنحن فعلا في غرابة عن السنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع أن وللأسف قد اعتدنا ونحن صغارأن نسمع أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وجرت على افواهنا دون أن نعرف يمكن أن تكون حديثاً أو ممكن ان تكون حديث ضعيف أو موضوع مثل (( صوموا تصحوا )) موضوع ((من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني )) (( من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم يصبه فاقة ابداً )) ضعيف مع أن هناك أحاديث صحيحة مهجورة يجب ان نعمل بها ونحياها بين اطفالنا وشباننا ليكون لنا الاجر والثواب

 
2010-04-28

خالد عدي

جزاك الله عنا خير الجزاء على هذا الموضوع الذي يتعلق بصلب ديننا,وأريد أن ألفت الانتباه أن الأمر لم يعد محصور في مجال صحة وضعف الأحاديث فقط,بل اننا نشهد هجمة شرسة من أعداء الدين على مكانة السنة في شريعتنا,فهم يدعون أن لا حاجة لها بوجود القرآن العظيم.......ونسوا أن القرآن قد سكت عن أشياء كثيرة فجاءت السنة الشريفة موضحة لهذه الأمور,ولا ننسا أن هذا الادعاء الباطل هو كفر صريح .فعلنا أن نتمسك بالقرآن والسنة ,وأن نكون مدركين لما يحيك لنا اعداؤنا من الشبهات والاباطيل,والله أسأل أن يجعلنا من الذين يدافعون عن هذا الدين بعقولهم وأوقاتهم .

 
2010-04-24

صلاح الحياة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد أشكر الأخت الكريمة على طرح هذا الموضوع الخطير الذي فتك بجسد الاسلام وأصابه بجروح عميقة ولكن أريد أن أبين رأي أننا لم نصل الى هذه الدرجة من الأستخفاف والتساهل في نقل الأحاديث الموضوعة والمكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بسبب أشخاص تستروا بعباءة الدين واندسوا تحت ظل الاسلام فاذا رجعنا الى حقيقة الأمر أنه ليس من مهمة العوام البحث في مصدر الحديث وسنده والتأكد من صحته أو ضعفه فهذه من مهمة العلماء والمشايخ الأجلاء ولكن اليوم وصلنا الى درجة أنه أصبح اي رجل يتكلم بأحاديث رسول الله الضعيفة منها والموضوعة حتى اذا سألته ما هو سند هذا الحديث يقول لك أن هذه ليس من مهمتك بل عليك أن تسمع فقط .الى اننا وصلنا الى زمن انتشرت فيه البدع الخرافات التي لا أصل لها حتى أن الكثير من المتحدثين عندما يتكلمون بأحاديث رسول الله لا يذكرون سنده فاذا رجعنا الى سنده كان مكذوبا او موضوعا ومن هذه الأحاديث التي ذكرت في مجلس علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(( الساكن في الشام كالمتعبد في غير الشام )) وفي النهاية ارى أن المهمة الآن انتقلت على عاتق عوام الناس لكي يتأكدوا من صدق هذه الأحاديث حتى نسمو بدين قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ((تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله و سنتي و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)) وهو حديث صحيح رقم2937 من كتاب صحيح الجامع

 
2010-04-23

جهاد الشام

السلام عليكم بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أتوجه بالتحية والثناء لفضيلة الاستاذ محمد خير صاحب الموقع, وبالشكر للأخت الكريمة كاتبة المقال, وبعد: فمما لا ريب فيه أن العمل بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الاصل في العبادة, بل إن العبادة لا تقبل الا اذا وافقت سنة النبي ﴿ من يطع الرسول فقد أطاع الله ﴾, ﴿ وإن تطيعوه تهتدوا ﴾, (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما), فمكانة السنة من مكانة صاحب السنة صلى الله عليه وسلم و الدعوة إليها نهج الأولياء وسبيل عباد الله الصالحين, و لكن لا بد على من أراد نوال هذا الشرف العظيم من الالتزام بقواعد الدعوة, من أخلاص النية لله تعالى, واتباع الحكمة والموعظة الحسنة من الرفق واللين والخلق الكريم ,واقران القول بالعمل بقدر المستطاع فقد تزل قدم الداعي الى الله بمعصية لآدميته ولكن ذلك لا يمنعه من الاستمرار بالدعوة ال سبيل رب العالمين بل كثيرا ما تكون هذه الدعوة هي الحافز والباعث له على التوبة والإنابة, كل ذلك يضاف الى وجوب توخي الصحيح من أحاديث النبي صلى الله عليو وسلم وأقوال الأئمة والسلف الصالح, خاصة في زمن الغربة كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم:(بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء).   أسأل الله تعالى أن يجعلنا و أهل هذا الموقع والقائمين عليه من خير الدعاة الى سبيل الله على سنة رسول الله ويجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم. يقول خير الدعاة صلى الله عليه وسلم:(من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها ، وأجر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ، ووزر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء).

 
2010-04-23

علا عبد الله صبَّاغ

جزاك الله خيراً.. وهدانا الله وإياكم إلى سبل الهدى والرشاد وجنبنا طريق الزلل والفساد... المشكلة قد تكون كما في المثل إن كنت تدري فهي مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم.. أنا أتحدث عن الكم الهائل من الإيميلات التي تنتشر بسرعة كبيرة على أنها أحاديث قدسية وفي الوقع هي أبعد ما يكون عن هذا! قد يكون الشخص المرسل على غير علم بأنه حديث موضوع ولكن يقرأ الايميل ويمرر...هنا أوجه نصيحة لعدم النشر قبل التحقق من التخريج كي لا نندرج ضمن "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" وذلك بسبب تقصير ونقص علم...... وأحب أن أنقل لكم نقطة أخيرة: هجا كفار قريش الرسول صلى الله عليه وسلم بأبيات سب وإهانة للرسول صلى الله عليه وسلم ولكن لم تصل هذه الأبيات لنا، لماذا؟ لأن الصحابة لم يتداولوها بينهم حتى فنيت ولم بحفظها أحد ولم تصل إلينا .. وقد انتشرت هذه الأيام صور كثيرة للاستهزاء بالدين الإسلامي منها إهانة القرآن وإهانة الرسول الكريم.. ولذلك لا بد من الإقتداء بالصحابة وسمح أي صور وعدم تداولها لأن هدف المصور هو انتشار هذه الصور حتى تصبح مألوفة عند المسلمين.

 
2010-04-22

محمد خالد الحرش

السلام عليكم ورحمة الله ....... أرى أن تهاون الناس في مايتعلق بنشر الأحاديث دون التأكد من صحتها أمرِ ناشىء عن أسباب عديدة.. أهمها أن الناس في هذا الزمان أضحوا ينظرون الى الدين نظرة شعائر وحركات لا نظرة منهاج ونظام يضمن صحة حياة الفرد وصلاح أموره في الدنيا قبل الاخرة وبالتالي أضحت رسالة الاسلام ليست من أولويات حياة المرء وقيمتها هينة أمام مغريات الشهوات وماديات الحياة فالتحقق من موضوع يخص البورصة مثلاَ أهم من موضوع يخص العقيدة ومعرفة هذا اللاعب إلى أي فريق ينتمي أهم من معرفة هذا الشخص صحابي أم تابعي ومن الأسباب التي أدت لهذا أيضا ضعف ثقافة المجتمع المسلم التي سبب خللاّ في منهجية التفكير والاقتباس عند الناس فهم يعتمدون التلفاز والايميلات مرجعا لثقافتهم ولا يتكلفون عناء نفض الغبار عن مرجع قيم موجود على رف المكتبة ولا شك أن تدني القيم في هذا الزمان أدى إلى استهانة الناس بصدق الحديث فلا بأس إن نقلت خبرا عبر ايميل لم تكلف نفسك عناء قراءته للنهاية ولا بأس من الاستشهاد بحديث في مناقشة أو محاورة دون معرفة تخريجه أو حتى الإستعانة بمرجع لاقتباسه منه بل ويتعدى الأمر ذلك الى الآيات القرآنية فكثير منا من لا يكلف نفسه عناء معرفة اسم السورة ورقم الآية نهايةّ أرى أن نشر الوعي إلى ضرر هذا الأمر على الاسلام بين الناس -الذين لم يخفت حب الاسلام في قلوبهم بعد- أمر واجب وتربية الأجيال على اعتماد أسلوب علمي في الاقتباس في شتى العلوم سبيل إلى نشوء مجتمع مثقف واع ومنجاة لهم من الوقوع في زلل التحريف و الخطأ والأهم مما سبق تربية أبنائنا على جعل رسالة الاسلام الأولوية الأولى في الحياة أمر سيجعلهم يقدرون قيمة الحديث الشريف والقرآن وسيغدو صدق النقل أمراَ مقدساّ ولا مجال للخطأ فيه... أسأل الله العلي القدير أن يوقفنا لأن نكون جنوداّ لخدمة رسالته وتأدية الأمانة وأسأله ألا يكلنا إلى أنفسنا وشهواتنا ويهدينا سبل الرشاد والسلام عليكم ورحمة الله

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1577

: - عدد زوار اليوم

7404759

: - عدد الزوار الكلي
[ 59 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan