::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قضية ونقاش

 

 

خفقات قلب ... سلام لك يا غزة

بقلم : ريما محمد أنيس الحكيم  

( غــزَّة ) تطـرق الأبـواب !! ...

( لن يستطيع أحدٌ أن يشعر بشعورنا ما لم يُجرِّب، لن يُحسَّ أحدٌ بمعنى انقطاع الكهرباء أياماً عديدةً ونقصان الغذاء والدواء ما لم يكن هناك ) ..

صوتٌ خرج ممتلئاً بالحزن والألم من فتاة فلسطينية تعيش خارج أسوار غزة، حين سمعتُ كلامها، شعرتُ بذلك الشعور الذي كانت تتكلم عنه، شعور العاجز الذي لا يملك أن يفعل شيئاً إلا البكاء والدعاء ..

قالت مقالتها ثم صمتت .. ونظرت إلى الكاميرا في التلفاز نظرةً شعرتُ بها تخترق قلبي .. 

(غزة) تطرق الأبواب .. تنادي إخوتها وأشقاءها ..

طرقت باب القاهرة .. فقالت : (( عذراً أختي .. لكنني مشغولة بكأس الأمم الأفريقية، ألم تعلمي أنني فزت على منتخب الكاميرون، وأنني أسعى إلى الفوز بهذا الكأس للمرة السادسة في تاريخي !!)) ..

طرقت باب الدوحة .. فترددت أولاً ثم نطقت : (( عذراً صديقتي، لكن مهرجان الدوحة الآن في بدايته، و" نانسي عجرم " عندنا.. أتريديننا أن نتركها وننسى آداب الضيافة العربية ؟! )) ..

 

وطرقت أبواباً عديدة .. ثم نادت بصوتها العميق:

(( أحتـاج إلى الانتشال السريـع .. فأيـن أنتم أيهـا المنتشلـون ؟؟!! )) ...

في ظلمة العوائق التي تُعيق (غزة) عن الحياة، حصارٌ جديد ألمَّ بها، قطعٌ للوقود والكهرباء والغذاء، ونحمد الله أن لم يجعل الهواء بيد البشر، وإلا ماتت (غزة) اختناقاً ..

وفي رحاب عامٍ جديد .. (غزة) تحتضر.. جراء فعلةٍ صهيونيةٍ حصارية، تدفعها للموت دفعاً، وتدفع أهلها للهرب منها، وفتحت (القاهرة) أبواب (رفح) ليتراكض سكان (غزة) لشراء ما يلزم.. وبعد يومين فقط: (( سارعوا على الرحيل والعودة إلى غزة، فالأبواب ستُغلق )) !! .. تحت ادعاءٍ كاذب بأننا نريد تنظيم العبور .. والحقيقة في القلوب أنه إغلاقٌ للحدود في سبيل فرضٍ مستمرٍ للحصار الذي لم ينقطع ...

(غزة) في وضعٍ حرج.. ونحن في وضعٍ أشد حرجاً منها ..لأننا نشعر بالألم الشديد، لكننا لا نملك من أمرنا شيئاً .. وماذا سنفعل، و(غزة) بعيدة ؟!! ...

حتى أقلامنا جفَّ حبرها عن الكتابة لمُصاب (غزة) ..

حتى دموعنا أبت النزول لـ (غزة) ..

حتى قلوبنا تناست الدعاء من أجل فرج (غزة) ..

وحتى أرواحنا ..

لأننا اعتدنا مصاب (غزة) !!! ...

(غزة) في الألم ، والعرب مشغولون ..

و (سينثيا) مذيعة لبنانية في قناة قطر الفضائية تدعو القطريين إلى التعرف على عمالقة الغناء اللبناني في مهرجان الدوحة.. قالت: (( نريد للشباب أن يعرفوهم )) .. ولم تعرف أن الشباب مشغولون بما هو أهم .. فـ " نانسي عجرم " في البلاد !!! ...

أفكر أحياناً في خطاباتنا التي لا تخرج منا إلا إلينا .. خطاباتنا الداخلية التي تُنادي من أجل تحرير (غزة).. خطاباتنا ( الفقاعيـة لأنها تكبر وتكبر .. ثم لا تلبث أن تنفجر فلا يبقى لها أي أثر ..

إلامَ نبقى في دائرة ( فش الخلق ) دون أي تماس لها مع دائرة ( الفعل ) ؟!!..

وإلامَ تبقى كلماتنا رهينـة المحبسين : ( قلوبنا وأوراقنا ) ؟!..

وإلامَ تبقى أفعالنا رهناً بمجالس القرار العليا حيث تثور ثائرتنا لأدنى فعلٍ عادي، وحين يُمارس علينا ما يجب أن نثور لأجله فعلاً، نصمت ونتفرج ببلاهة ودروشة .. دونما أي حركة ..

(غزة) الجريحة في خطر .. و(حماس) في داخلها تقاوم على عجل!! .. ولكن: كيف ستُكمل (حماس) مقاومتها تحت الحصار؟؟ ولماذا لا تتدفق بعض الأموال العربية التي تُنفق على مهرجانات الغناء إلى (غزة)؟؟ .. ولماذا لا تُصرف بعض الشيكات العربية الموجودة في بلاد الأعداء في (غزة) ؟؟ ولماذا ؟؟ ...

عُذراً لأحلامي ..وكأنني أعيش في ( يوتوبيا ) عصرية ..

ولكنني أتكلم هكذا لأنني أنا نفسي لا أعلم كيف يُمكننا فك حصار (غزة) .. ولا أملك إلا قلمي وورقتي التي أودعتُها كلماتٍ اجتاحت صمتي الذي أبكاني ...

(غـزة) الجريحة تطرق الأبواب .. وسمعتُ طرقاتها، ولكن ما من مجيـب ..

(غـزة) الجريحة تنادي .. ولكـن: ( قد أسمعتِ لو ناديتِ حيـاً ) ..

(غـزة) الجريحة تبكي أطفالها وعجائزها وشبابها وبناتها ومرضاها ..

(غـزة) الجريحة .. (غـزة) الحبيبة ..

(غـزة) التي تؤوي (حمـاسـاً) تحتضر ..

(غـزة) الحبيبة تحتاج إلى أفعال الرجـال .. لا كثرة الأقـوال .. كلا، ولا نظم القصـائد !! ..

لكنها تُنادي بأمـل.. وتعرف أنها تنادي الرجـال في زمنٍ ( الرجـال فيه قلييييييل ) !! ..

اعذريني (غـزة) ..

واعذري قلمي الذي لم يستطع أن يكتب إلا بعض الكلمات ..

اعذريني .. فأنا مثلك .. أحاول النداء ..

ولكن : (( لا حيــــاة لمن تنـــــادي )) ..

لكِ يا (غـزة) .. ولـ (حماس) من قبلك ..

فسكان الـدار أغلى من الـدار ..

لكِ مني أنا بنت ( الشـام ) ..

لتعلمي أن ( الشـام ) كلها معكِ..

بالقلب والنبض والروح والنفي والمشاعر ..

لكِ يا (غـزة) كلماتـي .. وعبراتـي ..

لكِ مني ألـــف ســـــلام .......

 

بقلم: ريما الحكيم ..

بنت الشام


 التعليقات: 9

 مرات القراءة: 3220

 تاريخ النشر: 27/01/2008

2008-02-13

انس الطرشان الرياض.anas-tarchan.com

اشكر ابنة الشام الاخت ريمة زادها الله فصاحة وزادها حكمة وعلما على شعورها الصادق وكلماتهتا المؤثرة فما انخمدت مشاعري واحاسيسى ودعائي لاهلنا في غزة حتى عادت وثارت كالبركان الهائج طارقة باب رب من خلق غزة ارض الانبياءبالدعاء لهم بالفرج العاجل فلقد اثلج صدري وقفة اهل الرياض اذ بدا الدعاء في المساجد في صلاة الفجر قبل ايام بالفرج لهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فليس لنا الا هذا الباب باب الدعاء في وقت اصبحت المادة هي كل شيء عند بعض الناس الا من رحم ربي ليس لي الا ان اقول حماك االه ياغزة ؟ وفرج عن اهلك المستضعفين فرجا عاجلا بجاه الله الواحد الاحد...... واشكر الجميع من كتاب وقراء ومعلقين على الموضوع واذكرهم بحديث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم:(من لم يهتم بشؤون المسلمين فليس منهم).فجزى الله الجميع خير الجزاء ......زوشكرا.

 
2008-02-03

هاني داود

قلوبنا انفطرت لحال أهلنا في غزة، وعواطفنا تقرحت من البكاء ، ولكن ماذا يكفيك ياغزة وما يغنيك من جوع ، أكلما اشتكى جزء من بدن الأمة..وقفنا نذرف الدموع ، ونكتب الأشعار ، ونرفع أصواتنا صارخين ، ألم يحن الوقت لنقف مع أنفسنا ، ونسأل: لما كل هذا الضعف؟ لنمد يد العون لغزة ولنمد معها يد أخرى لعون عزة نفوسنا لنغيث أخواننا في غزة ولنغيث معها نفوسنا الضعيفة قبل أن نصبح غزة

 
2008-02-01

قرة العين_ سوريا

جزاك الله خيرا أختي ريما على هذه الكلمات الصادقة والرائعة، وأرجو ان تصل صرختك إلى الآفاق، وبصراحة كلماتك لا تسمح لي بإضافة أي تعليق، جعلنا الله وإياك والقائمين على هذا الموقع الرائع من العاملين لنصرة المسلمين، المُعلين لكلمة الحق والدين.

 
2008-01-31

جهاد - دمشق

حتى دموعنا أبت النزول لـ (غزة) .. صدقت يا أخت ريما فهذا هو واقع العرب مشغولون بالطرب وغارقون في الكرة واللعب لكن الأمل في جيل الشباب الواعي .فلننتظر

 
2008-01-30

ريما الحكيم-بنت الشام

شكراً لك يا محب الدين .. جعلنا الله وإياك من محبي الدين الدائمين والمدافعين عنه دوماً .. وبالمناسبة .. يتعبر إلتون جون في بريطانيا سيداً نبيلاً فلقبه هناك هو ( السير ) .. لذلك تكلفة حفلاته غالية .. ولكن هل الخطأ في هذه الحفلات فقط أو أن الخطأ يركب بعض الأناس من أساسهم لرأسهم كما يُقال .. وكما قلت أنت: الخليج قريبة ولا تتحرك .. مريض في مشافي غزة، عمره عشر سنوات يعاني من مرض يضطر الأطباء أن يصلوه بالمنفسة دائماً ، يخاف والده أن يأخذه إلى البيت كيلا يموت إذا ما قطعت الكهرباء في البيت، والغذاء مقطوع والماء مقطوع والدواء مقطوع والحصار مستمر والهواء يكاد يصبح بفاتورة .. ولكن الفرج قريب من رب مجيب .. فلنوحد دعاءنا علنا بصدق صغير منا يُستجاب لنا فيًُفَكُّ حصار غزة .. غزة الجريحة التي نادت كثيراً .. فأين أنتم أيها المنتشلون ؟؟؟؟ والسلام ..

 
2008-01-29

محب الدين - سوريا

نعم ،إنها صرخة ولا مجيب ..دمعة حرَّى تذرف من أجل الثكالى الصامدات .. قلب ينزف من أجل الأطفال الأبرياء .. أين أنتم يا أصحاب القصور والزهور ؟ أما رأيتم وسمعتم استغاثة الأمهات ؟ أما رقت قلوبكم لعبرات ودموع المدافعين عن شرف الأمة و عزتها ؟ أضم صوتي إلى صوت الكاتبة وأستحث همم الإخوة في دول الخليج العربي لبذل أموالهم في الجهاد الحقيقي بدعم إخواننا في غزة ، وليس لاستقدام الشاذ جنسيا إلتون جون إلى أبو ظبي ليغني ساعتين مقابل 1,9 مليون دولار وليتبعه 14 ألف يهتفون وراءه : " لا ترحل ، عد " كما نقلت صحيفة الحياة في 24/1/ 2008

 
2008-01-29

هبه الله

ماذا نقول ؟؟؟ ريما هيجتي مشاعر كانت غافيه فينا لا يسعنا ان نقول الا الدعاء وليوحد الله يد العرب

 
2008-01-28

أبو ضياء من لندن

عبرات صادقة من قلب الشام الحبيبة. الله يحميك يا بنت الشام ويحمي أهل الشام جميعا .وشكرا لرسالتي..

 
2008-01-27

سمية - فلسطين

شكراً لهذه الصرخة والنداءات الصادقة ..شكراً لبنت الشام الصادقة من بنات فلسطين الثكالى والجرحى .وبارك الله في هذه العاطفة الحميمية يا أخت ريما.

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1363

: - عدد زوار اليوم

7466433

: - عدد الزوار الكلي
[ 59 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan