::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قضية ونقاش

 

 

الأضحية.. بين الغلاء.. والواجــب!!!

بقلم : إدارة التحرير  

 

الحق واشتري ثيابك قبل ارتفاع الأسعار..
زيادة بأسعار الكعك في العيد بسبب غلاء الدقيق والسكر..
التضخم الاقتصادي وغلاء الأسعار لفح وجوه الناس فأصبح العيد خافتاً..
في غــزة.. تذمر من الانقسام وغلاء الأسعار...
والأهم من كل هذا...
خروف العيد.. غلاء يمشي على أربع..
 
هذا ما تطالعنا به الصحف الورقية والالكترونية هذه الأيام التي تسبق عيد الأضحى..
وهذا ما نقرؤه منذ أيام عديدة..
فالتضخم الاقتصادي طاغ على الأسواق العالمية.. والأزمة الاقتصادية لا تزال آثارها ظاهرة في الغلاء.. وغلاء الأسعار في ازدياد خصوصاً مع اقتراب الأعياد وحاجة الناس إلى العديد من الأمور التي يكمل بها عيدهم.. من ملابس جديدة وحلويات ومأكولات وأمور أصبحت للأسف في أيامنا من الكماليات بسبب الغلاء المتزايد..
ولكن الأهم من كل هذا.. أننا على أبواب عيد الأضحى..
وأهم ما يميز عيد الأضحى هو: الأضحية.. حيث سمي على اسمها..
فلماذا نقرأ في أغلب العناوين: غلاء الأضحية هذا العام يمنع الناس من الأضاحي..
ولماذا وصلنا إلى ندرة الأضحية بين الناس..
 
وهل انتشر الفقر إلى درجة أن الأضحية باتت من الكماليات التي لا يستطيع أحد أن يذبحها شكراً لله إلا القليل القليل؟؟.. مع كونها سنة عند أغلب العلماء، وواجبة عند بعضهم!! على الموسر طبعاً..
ولكن هنا المشكلة.. أين هو الموسر؟؟
وما المشكلة في فقدنا للموسرين الذين سيذبحون الأضاحي ويقيمون هذه العبادة.. ولماذا بتنا نعتبرها من العادات التي لا يهم وجودها؟ ولماذا لم يعد لها أهمية وجودها التي تكمن في الحكمة منها..
@ ما هي الحكمة من الأضحية؟؟
 شرع الله الأضحية للعديد من الحِكم.. منها:
1.   التقرب إلى الله تعالى حيث يقول في كتابه الكريم: ((فصلِّ لربك وانحر)) [الكوثر:2].
2.   إحياء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام إذ أوحى الله إليه أن يذبح ولده إسماعيل ثم فداه بكبش فذبحه بدلاً عنه، قال تعالى: ((وفديناه بذبح عظيم)) [الصافات:107].  
3.   التوسعة على العيال يوم العيد.
4.   إشاعة الفرحة بين الفقراء والمساكين لما يتصدق عليهم منهم.
5.   وأهم أمر: شكر الله تعالى على ما سخر لنا من بهيمة الأنعام، قال تعالى: ((فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)) [الحج:37،36].
@ فضل الأضحية:
الأضحية سنة مؤكدة على الموسرين عند أغلب الفقهاء.. وهي واجبة عند بعضهم..
وفضلها كبير وظاهر من الحكم التي ذكرناها قبل قليل..
فهي شكر لله تعالى.. وهي تقرب منه سبحانه.. وهي توسعة على العيال والفقراء..
ويكفينا أنها حكم شرعي من الله تعالى لتكون بالنسبة لنا أمراً لا نتنازل عنه..
@ولكن.. ما القصة هذه الأيام؟؟؟
خروف العيد.. قصة سنوية.. يشتريه الموسرين قبل العيد لذبحه في أول أيامه وأداء عبادة الأضحية على أكمل وجه تقرباً لله تعالى..
ويرنو إليه البعض بأمنية في القلب لشرائه.. لكنها لا تتجاوز القلب بسبب خلو الجيوب..
 
فما المشكلة؟؟
وهل تخلو الجيوب فعلاً عن أسعار الأضاحي؟؟
أم أن القلوب هي التي لم تعد تترك لها مكاناً مادياً.. ولم تعد تشعر بقيمتها؟؟
طبعاً.. علينا ألا ننسى أن الله لم يوجب أي أمر على غير المستطيع.. وعدم الاستطاعة تعتبر من الأمور التي تجعل العبادة غير واجبة على الإنسان.. سواء كانت عدم الاستطاعة بدنية أو مالية..
لكن كلامنا ليس عن عدم المستطيعين.. بل عن أن الناس بحد ذاتهم – للأسف – باتوا لا يشعرون بقيمة هذه العبادة مع ضرورتها وضرورة وجودها..
وساهم الغلاء وتزايد الأسعار في تنامي الشعور بعدم أهميتها.. وإعطاء الناس عذراً لتركها..
فما السبب في هذا الأمر..
ـ هل هو بعد الناس عن احترام الشعائر والأمور الواجبة علينا..
ـ أم أنه الغلاء الذي يجعل الناس لا يملكون التفكير في الأضحية ولا مجرد تفكير.. كونهم بالكاد يجدون اللقمة للعيد..
وكيف يمكننا أن نساهم في تحديد هذا الأمر.. وما دورنا؟؟
كيف نستطيع أن نلغي هذا الغلاء..
وهل هو أمر مفروض علينا؟؟ أم أن الدواء في غلاء بعض الأمور هو (أرخصوه بالترك).. وطبعاً: لا نحتسب الأضحية من هذه الأمور لأن أداءها من أمور الدين المهمة..
ولماذا بات الحط من قيمتها من الأمور التي تنتشر في صفحات الإنترنت ورسومات الكاريكاتير..
 
إخوتي القراء.. هذه قضيتنا لعيد الأضحى..
أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركــة.. لكن السؤال؟؟
أين هو دورنا مما يحصل؟؟
وكيف نستطيع تفعيل الأضحية كشعيرة إسلامية مهمة ومباركة في العيد.. مع هذا الغلاء؟؟
وهل يمكننا اقتراح الحلول بأن نساهم معاً في ذبحها أو أن نساعد الجمعيات الخيرية في سبيل نشر أهميتها من جديد في ظل هذا الغلاء المسيطر..
ساهموا معنا في اقتراحاتكم النيرة.. وشاركونا بآرائكم..
** وكل عـــام وأنتم بألــف خير **

 التعليقات: 4

 مرات القراءة: 7569

 تاريخ النشر: 14/11/2010

2012-05-13

ضحى الصفدي

للأسف هذا هو الواقع.. مؤسف أليس كذلك؟ نحن المسلمون لا نتمتع بالأضحية لماذا؟؟؟؟؟ لأنها باهظة الثمن.. يتوفانا الله ونحن لم نؤدي سنة من سنن الحبي.. صحيح أنها ليست فريضة ولكن لا نشعر بلذة العيد..

 
2010-11-21

محمود المغربي

أعتقد أن المشكلة ليست في الأضحية فقط.. إنما في الغلاء العام على مستوى البلاد، فالغلاء قد أنسى المواطنين هذه الواجبات.

 
2010-11-15

غسان

شكرا لكم موضوع بالغ الأهمية ..... الكاريكاتر مضحك جدا...

 
2010-11-14

محمد احمد - المغرب

موضوع ، مناسب ، وفي الوقت المناسب ، وبالطريقة المناسبة .. وفي موقع مناسب ، شكرا لكم

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 565

: - عدد زوار اليوم

7444195

: - عدد الزوار الكلي
[ 51 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan