::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قضية ونقاش

 

 

من الأحوج لوقتك .. طفلُك أم عملُك؟

بقلم : دعاء الأصفياء  

 

 
بسم الله الرّحمن الرّحيم
والصّلاة والسّلام على رسوله الكريم
 
 
سُئِلَ
أحد أصحاب قنوات الأطفال: لمن تعطي وقتاً أطول، لأطفالك أم للقناة؟ فكانت إجابته: للقناة؛ لأنّ القناة تحتاج أعمالاً كثيرة وانشغالاً دائماً. لو فكّرنا قليلاً بالعذر الّذي يخلقه الآباء دوماً، وهو أنّ طبيعة عملهم تفرض عليهم التّقصير في تواجدهم مع أطفالهم في البيت وقيامهم بجانب أكبر من تربيتهم، لو فكّرنا قليلاً لَنَشَأَ السّؤال: لماذا (دوماً) العمل هو الّذي يفرض الانشغال لا الطّفل؟! ألا يستحقّ طفلك يوماً ما أن يكون سبباً في انشغالك عن عملك؟! نعم. انشغالك بطفلك عن عملك. أعلم أنّ الأب سيجيب قائلاً: "وهل كان نتاج عملي يوماً إلا لطفلي؟!". نعم. أنت تكسب الرّزق من أجل طفلك، ولكنّ كثيراً من الآباء يمكنهم أن يجتزئوا شيئاً من وقت عملهم لأطفالهم بحيث لا يخلّ برزقهم الّذي يؤمّنونه. وهل لديك في الدّنيا أغلى من طفلك؟؟
        لنعدْ مرّة أخرى إلى قناة الأطفال الّتي تشغل الأب بأطفال غيره عن طفله، جميل أن يساهم المرء في تربية الأجيال وبشتّى الوسائل، ولكن ماذا لو شغلته هذه المساهمة عن واجبه الأساسي في تربية أطفاله؟؟ ربّما يُبدي اطمئنانه لأنّ الأمّ تزيح عنه هذا العبء وتعتني عناية كافيه بأطفالها، لكن أيغني الدّور الإضافيّ للأمّ عن دورك أنت؟؟ ثمّ أتستطيع الأمّ حمل مئة مهمّة ومهمّة على عاتقها فوق ما عليها من مهامّ ومسؤوليّات؟! تأكّد أيّها الأب أنّ لك دوراً في تربية ابنك لا يمكن أن تسدّه الأمّ، ولا بدّ أن تكون موجوداً لتأديته، ربّما لا يعلم كثير من الآباء معنى هذا الكلام ولا يدركون خطورة نتائج إهمالهم لأبنائهم إلا بعد أن يكبر هؤلاء الأبناء ويرون أنّ المشقّة الّتي سيعانونها أضعاف المشقّة الّني كانوا سيعانونها فيما إذا أعطوا وقتاً لأبنائهم منذ الطّفولة، عدا عن الهمّ الّذي سيحمله الأب بسبب أنّ ابنه لم ينشأ كما يريد هو، إنّما كما يريد أعداؤنا!!! والله إنّه لأمر يستحقّ الوقوف طويلاً ومراجعة الحسابات...
        لا أتحدّث عن أب يُضطرّ قهراً لوقت طويل من العمل ليؤمّن فيه قوته وقوت عياله، فهذا يتولاه الله عزّ وجلّ ويتولّى ابنه برعايته بإذنه تعالى، إنّما أقصد الآباء الّذين يمكنهم إعطاء وقت أكبر لأولادهم لكنّهم يتوهّمون أنّ العمل أحوج لهذا الوقت.
        هذه دعوة لا تشمل فقط آباء اليوم، إنّما أيضاً آباء المستقبل الّذين يجدر بهم الاهتمام بهذه المسألة من الآن، وهي أيضاً للأمّهات اللّواتي انشغلن بأشغالهنّ الكثيرة ونسين أنّ أطفالهنّ أهمّ وأولى من كثير من الأشغال، وخاصّة تلك الّتي تكون مجرّد تسلية وترويح فائض عن الحاجة...
لا بدّ أن نضحّي قليلاً من أجل الكنوز الّتي قلّما نقدّر أنّها كنوز تحتاج منّا لحماية وحراسة مشدّدة، فالأطفال هم الكنز الحقيقي الّذي ما إن اهتممنا به واستثمرناه، فسيعود استثمارنا له نفعاً وخيراً علينا في الدّنيا والآخرة.
أمْ أنّ لكم رأياً آخر؟؟
 
 
 

 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 3468

 تاريخ النشر: 23/11/2010

2012-05-13

ضحى الصفدي

من وجهة نظري الطفل أولى باهتمام الوالدين به..فالطفل هو المستقبل وبذلك نحن نعد جيل المستقبل.. ولا مانع من العمل والاهتمام بالأطفال بحيث لا نقصر على أحد منهم وذلك بتوفيق الله عز وجل..

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 965

: - عدد زوار اليوم

7402311

: - عدد الزوار الكلي
[ 34 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan