::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> ضيف وحوار

 

 

حوار في (التزكيــة) مع الداعية الشيخ (محمد عدنان السقا) : القسم الأول

بقلم : ريم إيزولي  

 

أجرت الآنسة ريم إيزولي مقابلة مع فضيلة الشيخ محمد عدنان السقا حول التزكية والتصوف..لتنشرها على صفحات موقعنا رسالتي.نت على عدة حلقات..
تابعونا في القسم الأول من الحوار.. وشاركونا بآرائكم..
إدارة تحرير موقع رسالتي.نت
 
  •  
 
واقعنا الذي نعيش فيه يدفعنا يولد سؤالاً ملحاً؛ عن السر في وجود كائن بشري يتحلى بالعلم والهدي الإلهي ثم حين تعامله تجده بعيداً كل البعد عن نموذج حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. ما سبب الفجوة بين القول و العمل؟
لابد أن هناك أجوبة عديدة وعلماء أفذاذاً كرسوا حياتهم لحل هذه السؤال وفك رموز هذه المعضلة. وإن أدليت بدلوي المتواضع هنا أقول أن سبباً من أسبابها هو أن القلب قد أبعد بمشاغل وملهيات لا حصر لها، تبعده عن الاتجاه الصحيح الذي خلق له، اتجاهه إلى ربه خالقه ومولاه. والتزكية هي من أهم البوابات التي تبصر الإنسان بحقيقته وهي الطريقة المثلى له ليصحح اتجاهه و يروي ظمأه. لكن من كثرة العطشى على هذا السبيل، لوث بأنواع الأكدار التي أبعدت عنه بعضاً ممن لو تعرفوا عليه عن قرب لكانوا من أشد محبيه والمدافعين عن حماه.
و في هذه الفسحة التي أكرمنا بها مسؤلو الموقع نعرض فصولاً من مقابلتي مع الشيخ محمد عدنان السقا، تخوض عباب التذكية تشرحها و توضحها. إن هذا المربي الفاضل الذي قضى عمره في خضم هذا العلم سبر أغواره حتى ترجمه طريقة حياة ، تؤلف إليه كل من عرفه فينهل من علمه ويغترف من سلوكه.
وإني أتوجه إلى كل قارئ منصف أن يرافقنا عبر سلسلة هذه المقابلة إلى أخر فصولها، ثم يشاركنا برأيه أو مشاركته أو سؤاله...   حتى نثري عقولنا و نسأله تعالى أن يرشدنا إلى ما يثري قلوبنا فيتحد التوأمين (العقل و القلب) فيتكامل الإنسان ويصحح مسيرته فيسعد بدنياه وآخرته.
ريم إيزولي
ــــــــــــــــ
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
س . ما هو التصوف في معهد الفتح، كيف بدأ وكيف حاز على مكانته ؟
ج. لا يوجد شيء اسمه تصوف معهد الفتح وتصوف الأزهر، وذلك مثل قولنا : حدثنا عن الإسلام في معهد الفتح، الأمر أعم من ذلك.
من الممكن أن نعرف بشكل عام: ( التصوف هو الجزء الذي يتعلق بمقام الإحسان من الدين (، فهو جزء من أجزاء الإسلام، وهو قضية التزكية التي بين الله I في كتابه إنها من مهمات النبي r إذ قال Y : ] لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ [ [آل عمران : 164]، ما هي مهماته؟ ] يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ [ [آل عمران : 164]، فقد جمعت هذه الآية بين مهمة النبي rالتي هي تلاوة الكتاب إذ إأنه هو المصدر والأساس، منه تستنبط الأحكام والأفكار والسلوكيات، وأيضاً بالإضافة إلى ذلك تعليم الفقه تعليم الدين، إذاً لدينا : تلاوة الكتاب ] يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ [، تلاوة، وهناك تعليم الكتاب وهو الأحكام، وهناك النية الصالحة، الهدف الراقي، وتزكية النفس التي تتعلق بقضية ] وَيُزَكِّيهِمْ [، يمكن أن نتناول موضوع التزكية وأهمية التزكية من ثلاث جوانب:
الجانب الأول: أنه فريضة إسلامية لا بد منها، ) لاَ يَدخُلُ الجنَّةَ مَن كَانَ في قَلبهِ مِثقالُ حَبَّةِ خَردَلٍ مِنْ كِبرٍ(، ) لاَ يَدخُلُ إِلَى رِحَابِ الإِيمَانِ مَن وجدَ فِي قَلبِهِ شَيئَاً مِنَ الرَّيبِ (، إذاً تزكية النفس أولاً هي فريضة إسلامية .
الجانب الثاني: أن سعادة الإنسان الداخلية لا تكون إلا بتزكية النفس، كيف يسعد إنسان يحمل في قلبه حقداً على آخر ؟، كيف يسعد إنسان يشمت بالآخرين ؟ كيف يسعد الحسود ؟
فتزكية النفس بالإضافة إلى أن الذي يحققها يقوم بركن من أركان الدين حتماً يعبر عنه بحديث سيدنا جبريل u : ) هذا جِبريلُ أتاكمْ يُعلِّمكمْ دِينكمْ (، الذي هو } الإسلام، الإيمان، الإحسان {، فهو الجانب التربوي في الإسلام . 
بالإضافة إلى ذلك أنه يؤدي تزكية النفس، التي تؤدي إلى سعادة الإنسان، فالإنسان الذي يحمل القلب النظيف الطاهر يمكن أن يحس لحياته معنى، يشعر بطعم السعادة، غيره قد يشعر بالقلق، بالحزن الدائم .
تزكية النفس تجعل القلب مطمئناً، والطمأنينة هي أرضية السعادة .
 
الجانب الثالث: هو أساس العلاقات الاجتماعية
فمن تزكية النفس ألا يتردد الإنسان، وعدم التردد هو التصميم، وهو وسيلة من وسائل النجاح في الحياة .
العلاقات الاجتماعية الراقية لا تقوم إلا من خلال نفوس طاهرة، فالذي لا يثق بالآخرين كيف يتعامل معهم ؟، وحسن الظن بالناس هذا من التزكية، وسوء الظن بالناس على العكس يؤدي إلى النفرة.
فإذاً التصوف يدور حول محور هو تزكية النفس الذي هو من مهمات النبي r، فقد جاء r لإكمال هذا الدين؛ ومن جملتها هذه القضية } التزكية {.
الرسول الكريم r اشتهر بالصادق الأمين، والصدق والأمانة من صفات النفس المزكاة الطاهرة، عندما يُمدح الإنسان يُمدح بشيء لا يتعلق إلا بالتزكية، يقال عنه : كريم؛ فالكرم من صفات النفس المزكاة، يقال عنه : مستقيم، ورع، زاهد، قنوع، متوكل، يخاف الله I، يرجو الله U، واثق بالله Y، معتمد على الله I، هذه كلها صفا يمدح بها الإنسان وهي من جوانب التزكية، فكأن التزكية هي الأرضية التي تنبع منها كل مكارم الأخلاق .
إذاً هذا أول شيء : قضية إيمانية دينية أُمرنا بها، ينبغي أن تطبق، سعادة نفسية لا يمكن أن تكون إلا بالنفس الراضية المطمئنة، علاقات اجتماعية راقية مع الآخرين لا يمكن أن تتوطد إلا من خلال النفوس الطاهرة الطيبة .
فالتزكية ضرورية في هذه الميادين كلها، أما كلمة التصوف فعليها تعليق:
التصوف هو عبارة عن مصطلح كمصطلح النحو ومصطلح الفقه؛ مصطلح الفقه ورد: ) يفقهه في الدين (. ولكن مثلاً مصطلح أصول الفقه لم يرد، مصطلحات كثيرة لم ترد، فهو مصطلح أطلق على هذا العلم الذي يهدف إلى طرائق تزكية النفوس، ولا مشاحة في الاصطلاح، ولا نحرص عليه كحرصنا على مضمونه، فإذا قلنا تزكية النفس، وإذا قلنا الجانب التربوي، وإذا قلنا العناية بالروح، أو إذا قلنا جانب الإحسان فكل ذلك سواء .
وأنا أميل إلى عدم التأكيد على هذه الكلمة لأنه ثار حولها بعض الجدل، ونحن في عصر نحتاج فيه إلى وحدة الصف، وإلى التئام الدعاة، فلا ينبغي أن نتحدث في جزئيات خاصة إذا كانت هذه الجزئيات أسماء يمكن أن تستبدل فلا ينبغي أن نتمسك بها، لأننا نهدف إلى ما هو ألزم لنا منها .
وتزكية النفس هذه لها وسائل ينبغي أن تكون كلها من أفق الشريعة، ذلك لأن هناك اجتهادات لبعض علماء السلوك والتربية قد يكون في بعضها إغراق، وقد يفهم البعض بأن ترقية النفس لا تكون إلا بمحاربتها، فيمنعها من بعض المباحات، ولو منعها من الإغراق في المباح لكان ذلك مستساغاً، أما أن يمنعها من أصل المباح، يعني كما يقولون : فلان اشتهى مثلاً نوع من الفواكه فحارب نفسه ولم يطعمها، فهذا يتعارض مع قوله I : ] قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ [ [الأعراف : 32].
إذاً إن الاجتهادات التي اجتهد بها علماء التربية وعلماء السلوك ينبغي أن ترجع إلى مسار هو المسار الشرعي حتى لا تكون الاجتهادات متجاوزة لأنها تختلف من شخص إلى شخص، من مكان إلى مكان، من عصر إلى عصر .
لذلك ينبغي أن تتسم طرق المجاهدة بأمرين :
الأمر الأول : مراعاة الحكمة .    والأمر الألزم : هو موافقتها للشرع .
يعني مثلاً : صيام الإثنين والخميس، هذا وسيلة شرعية لكبح جماح النفس، قيام الليل، ذكر الله I
تزكية النفس تقوم على مبدأين : الأول : التخلية ، الثاني : التحلية .
يعني اقتلاع ثم غرس، هدم بعض الأشياء السيئة ثم بناء جديد على أسس طيبة، وهذا ما فعله الإسلام في النفوس، وهذه العملية تبقى مستمرة ولا تنتهي عند حد معين، إذ أن عملية تطهير الروح تطهير النفس لها مراتب، فالإخلاص مرتبة لا تنتهي : رقة قلب، الخشوع، وكل هذه المعاني الإيمانية القوية، هذه ليست كتاباً يقرأ وينتهى منه ويقدم فيه امتحان وتخرج النتائج، وإنما نحن معرضون في كل مراحل حياتنا لمواقف ينبغي أن نثبت فيها أن هذه النفس التي نحملها بين جوانحنا نفس مطمئنة طيبة .
وحتى تتزكى النفس لا بد من معرفة بعض أنواعها التي تنقسم بشكل عام إلى ثلاثة أنواع :   
} أمَّارة، لوامَّة، مطمئنَّة {، فلكل نفس صفات من هذه الأنواع صفات ومستلزمات .  
فالنفس الأمارة بالسوء : عشعش فيها الشر، منكبة على الإثم، يمكن أن نشبهها ببعض الحشرات التي لا تألف إلا المستنقعات وتختنق بالرائحة الزكية .
النفس اللوامة : نقول اللوم من مظاهر العافية، الذي يكون عنده موت دماغي ثم يبدأ بتحريك عينيه وإصبعيه فتفرح لأن العافية بدأت تدب في جسمه، وتستبشر بمزيدٍ من سريان روح العافية فيه، فالنفس اللوامة بدأت تحس بأن ما فعلته لم يكن لائقاً .
أما النفس المطمئنة : فهي التي استقرت على درب الهداية، واطمأنت إلى نهجها الذي سلكته .
وهنا ملاحظتان :
الأولى : أن النفس تبقى مترددة ضمن هذه المجالات الثلاث، فربما رجعت أحياناً من مطمئنة إلى أمارة إلى لوامة، ولكنها لا تطيل المكث، وإنما يكون معظم حالها إنَّما في مقام النَّفس الرَّاضية .       
الثانية : أن النفس الأمارة ليست بمرتبة واحدة، وكذلك اللوامة، وقد تلوم صاحبها على ترك فرض، وقد تلومه على ترك مندوب، وقد تلومه على ترك قيام الليل .
ويمكن للإنسان أن يعرف مرتبة نفسه من خلال ما تلومه به، فهو مقياس لمستواها .
ومن مفردات المنهج الذي يُوصل إلى التزكية التوبة، إذ هي أرضية البناء فمن لا توبة له ....
(( للأسف اللقاء الأول مقسوم إلى قسمين ولذلك سقط بعض كلام الشيخ ))
.... الخوف، الرجاء، التوكل، الإخلاص، المحبة .
لقد أُلِّفَت في هذه المواضيع الكتب بأساليب عدة بما يناسب حال الناس، حال العصر، ومن أهم مفردات هذا المنهج العلم والصحبة الصالحة .
ونحن ننصح للتوسع في هذه القضايا بالرجوع إلى كتاب :} حقائق عن التصوف { للشيخ         عبد القادر عيسى t، وقد عرض هذا المنهج بشكله الإسلامي الصحيح .
وقد أكرمني الله I منذ سنوات - لحسن الظن بي - بتدريس هذه المادة، فحاولت جهدي في أن أُقدمه للطلبة في معهد الفتح الإسلامي بالشكل الذي يتقبله كل منصف، لأن بعض طلاب العلم لمعاداتهم المصطلح تنكروا للمضمون، وهو إسلامي منصور الإسلام .
 ومما ساهم في إنكار الناس على التصوف بعض التصرفات والتجاوزات والشطحات التي تنسب إلى بعض الصوفية .
 وما أجمل أن نشبه التصوف بنبعٍ  صاف سار في أرض إلى مسافات فتلوث الماء بطبيعة الأرض، فمن أراد الشرب من هذا النبع فإما أن يشرب من أصل النبع، وإما أن يشرب بعد التصفية .
وهناك بحث في عدة كتب تحت عنوان أدعياء التصوف، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية / في فتواه في قسم السلوك أنهم أقسام فهنالك العابد الصادق، وهناك المدعي الكاذب، وهناك المقلد الذي لا يفقه، ومن أهم الوسائل في سلوك هذا المنهج صحبة المربي الذي تحققت فيه صفات العلم وهو موثوق لدى علماء عصره، والذي امتلك إمكانية الترقي بالسالك وفق الميزان الصحيح، فصحبة مثل هذا يذكرنا بها ابن عطاء الله t في حكمته التي تقول : } لا تصحب إلا من ينهض بك حاله، ويدلك على الله مقاله { .
 ومن الوسائل  : الذكر بحضورٍ وخشوعٍ، فهو الذي أمرنا الله I به بقوله : ] وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً [[المزمل :8 ]،ومن الوسائل أيضاً : العزلة عن رفاق السوء، ومن قول الإمام الغزالي /: } عاشر الناس بجسمك، وانفرد عنهم بسرك { .
 
س . كيف بدأ هذا العلم في حياتكم، وكيف حاز مكانته ؟
ج. نشأت في أسرة متدينة، والمربي الأول لي كان والدي  بالإضافة إلى إمام الحي وخطيبه الذي استفدت من حاله قبل قاله، هو الشيخ} عبد الجليل مراد {، الذي عاش ما يزيد على المائة، وأسرتنا كانت أسرة منفتحة، وهذا مما جعلني أفتح قلبي للعلماء والدعاة من كل الأطياف .
ثم درست المرحلة الثانوية، وكنت قد صممت على دراسة الطب، ولكن شيخاً جليلاً له أكبر الأثر في حياتي الدعوية التربوية هو الشيخ } عبد القادر عيسى{، صاحب كتاب الحقائق أشار إليَّ وأشار عليَّ بدراسة العلوم الشرعية في جامعة دمشق، وكنت محباً مطواعاً، وبشرني يومها بأني إذا استقمت فسوف أرى الخير الكثير فيَّ وفيمن حولي، وبدأت هذه المسيرة العلمية المباركة التي تواكب فيها ضياء الفكر مع رفرفات الروح بتوازن لا بد منه حتى لا يتطرف الإنسان إلى أحد الجانبين .
وخلال دراستي في كلية الشريعة تعرفت في دمشق على الشيخ } محمد الهاشمي t{، المربي الكبير، والشيخ } سعيد البرهاني t{ .
وكنت مولعاً بمجالس الصلاة على النبي r التي تقام في مساجد دمشق .
ونسيت أن أذكر بأن من أهم المؤثرين في حياتي الدكتور {محمد سعيد رمضان البوطي}، حيث كان مدرساً لنا في ثانوية حمص، فأحببت فيه دفء الكلمة، ورصانة التعبير، وقوة التأثير، والاهتمام بشؤون المسلمين .
 وبشكل عام الإنسان مزرعة منوعة الثمار أتى بها من مشاتل شتى .
 
س . ما هي المحطات الأساسية التي مر بها العلم في دراستكم العلمية ؟
ج . كلية الشريعة ، الشيخ عبد القادر عيسى t، العلماء .
 
س . ما هي أسس التصوف في معهد الفتح ؟ ما مستواه ؟ ما ينقصه ؟ ما أفقه ؟
ج . اخترت للطلبة والطالبات ملخصاً للرسالة القشيرية التي كان يعتمدها مؤسس المعهد الشيخ صالح الفرفور، فاختصرتها لطولها، وكذلك كتاب } رسالة المسترشدين {  للحارث المحاسبي .
وأما في الشمائل المحمدية والتي هي المؤكدة للمنهج الروحي، فهي كتاب} محمد رسول الله r{ للشيخ عبد الله سراج الدين.
وأرى أن تدريس هذه المادة يحتاج إلى مرب فاضل أكثر منه إلى كتاب مليء، وإني أشكر للمعهد العريق اهتمامه بهذا الجانب، وأرجو أن يزداد الاهتمام به:} بتكثير الحصص، واختيار المربين لا المدرسين{  
 
س . ما خصائص الكتب التي اعتمدتها للتدريس ؟ وهل يعتبر استخدامكم لكتب الدكتور              عبد الكريم بكار تجديداً للمرحلة الدعوية ؟   
أنا اخترت كتب الدكتور عبد الكريم بكار لأسباب:
1.   أنه ابن المعهد فهو من هذه الأسرة .
2.   ولأنه يتمتع بهذا التوازن الرائع:
 فهو من علماء الاجتماع وله أياد بيضاء في العلم، من رواد الفكر الذي بناه على قواعد الفقه والتأصيل الشرعي، فبعض المفكرين قد يشطح بهم الفكر فيخرجون بعيداً عن الشريعة؛ أما هذا فكره مرتكز .)فهو كناطحة سحاب مقامة على نفس المساحة ( .
3.   لعلاقتي الشخصية به، حيث كنا في نفس المدرسة التربوية.
4.   إضافة إلى تعابيره اللغوية الرائعة، فهو يستعمل التعابير الأدبية كوعاء للفكر الرائع، وجميل أن يتناغم الغذاء مع الأطباق التي يقدم فيها الغذاء.
 
س . هل لكم مؤلفات في هذا العلم؟
ج . رسالة : } رحمة للعالمين {، } حوار هادئ {، } القيم الروحية { .
 
س . ما هو الصفاء الروحي؟ وكيف يترقى؟
ج . في النفس جانبان: أشواق عليا تهدف إلى الإشراق، وشهوات تريد أن تهبط بصاحبها.
ولكل جنوده وإمداداته، وتعبر عن هذه المعاني الحكمة التي يقول فيها ابن عطاء الله:                 } النور جند القلب والظلمة جند النفس، فإذا أراد الله بعبده الخير أمده بمدد الأنوار وقطع عنه مدد الظلم والأغيار { .
 فالأشواق العليا غذاؤها ذكر الله I، وطاعته وعلم وحكمة وصحبة صالحة، وبذلك تفتح النوافذ ليدخلها ضوء الشمس والشهوات تهبط بالإنسان وغذاؤها المعاصي .
 فالأشواق العليا كالماء الزلال يسير برقة وهدوء ويسقي ويزرع حوله الناس، وأما الشهوات فماء منتن آسن يكثر حوله الذباب ويزعج الناس برائحته وشكله .
وصفاء الروح لا يكون إلا من خلال النفس التي ألفت الطاعات فصارت الطاعة روحاً لها، فكما أن الجسم يقوى بأنواع الأغذية والفيتامينات والرياضة والنظافة، فكذلك الروح تصفو بمزيد من أنوار الطاعات .
 
س . ما رأيكم بعالم الكشف ؟ وهل هناك ضوابط له ؟
ج . الكشف ثابت في القرآن والسنة ولكنه لمعات لا تدوم، وقد يغتر به البعض .
والكشف ليس مقياساً لصلاح صاحبه، وإنما هو حالةٌ إشراقيةٌ يكرم الله I بها الصالحين من عباده، كالكرامات، والكشف هو نوع من أنواع الكرامة، والدليل : " يا ساريةُ الجبلَ الجبل"، والبعض يـبالغ في هذه القضية فيعتقد بأن كل شيء فيه يعرفه شيوخه...! وهذه مبالغة .
وللإستزادة يُرجع لكتاب : } حقائق عن التصوف { للشيخ : عبد القادر عيسى t .
و الحمد لله رب العالمين.
 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 7248

 تاريخ النشر: 10/02/2011

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 195

: - عدد زوار اليوم

7399203

: - عدد الزوار الكلي
[ 58 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan