لن أحبك وسأبقى أحاربك..
بقلم : ديمة محمد ديب هديب
الكره المباح
كم أكرهك.. كم أكره المكان الذي تمشي فيه..كم أكره القلم الذي تكتب فيه.. كم أكره تلك الورقة التي توقع عليها وتخط ما تشاء وما تريد.. كم أكره ذلك المكتب الذي تجلس خلفه.. كم أكره هذه اليد التي تبطش بهذا وذاك.. كم حزنت لأجل ذلك العامل البسيط المتواضع الذي طرد من عمله بسببك.. كم تألمت لتلك الطالبة المتفوقة التي تغيرت درجاتها حتى لا تسبق صديقتها وذلك من أجلك.. كم صعقت لأجل ذلك الطفل البريء الذي يقتل في فلسطين وأنت من تقتله.. كم فجعت بأطفال العراق والأمهات اللاتي ترملت والنساء اللاتي تأيمت ويدك هناك تعيث فسادا في كل مكان.. كم اعتدت على رؤية الطلاب في الامتحانات تنال بألسنتها ذاك المدرس وتلك المدرسة لأنهما استخدماك في أسئلتهم.. كم رأيت عيون طفل يتيم أكل حقه وذهب نصيبه من المال لأن عمه أو وليه أحبك فاستعملك ضده.. كم رأيت من فتاة حرمت من ميراثها لأن أخاها اعتبرك صديقه الحميم ولاذ بك ضدها.. كم رأيت من زوجة تختنق وأنفاسها تصّعد في السماء كمداً وضيقاً لأن زوجها طلقها إرضاء لأمه أو لسبب سخيف لا يذكر وخطب ودك وأراد أن تكون أنت ديدن حياته.. كم طرد أناس من أعمالهم وذلك من أجلك.. كم ضاعت حقوق أناس حتى ترضى.. كم ذهب مستقبل طلاب وطالبات أدراج الرياح حبا لك ورغبة في تحقيقك.. لن أحبك أبداً مهما حصل ومهما جرى وكيف لي أن أحبك وقد نهاني الشرع عن حبك ومن أحبك سيلقى الظلمات يوم القيامة وأوصاني حبيبي المصطفى صلى الله عليه وسلم أن أنصر من أسأت إليه وأقف معه.. لن أحبك أبدا لأنك تسيء إلى الناس، لأنك تضيع حقوقهم، لأنك لا تفكر إلا في مصلحتك.. لن أحبك وسأبقى أحاربك.. سأظل أواجهك أينما رأيتك في الحياة.. وأحيا لأنصر من تفرض سيطرتك عليهم.. وأينما ذهبت أنت وأينما توجهت ومهما حاولت أن تبطش وتعيث فسادا هنا وهناك ستجد أقواما قد وقفوا لك بالمرصاد يثنوك عن أفعالك ويعيدوك إلى جادة الصواب.. وإن كان لك جولة فإن للحق آلاف الجولات وسينتصر عليك بالتأكيد.. ولتكن متأكدا " أيها الظلم "أن من تظلم سينصره الله في الدنيا أو في الآخرة وتبقى أنت ومن اتبعك وأعانك مذموماً مبعداً ولن يحبك أحد ...
واسمع لهذه الأبيات لأن هذه هي النهاية المؤكدة للظلم
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم آخره يأتيك بالندم
تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
( اللهم اجعلنا هداة مهديين ولا تجعلنا ضالين ولا مضلين)
آمين...
التعليقات:
0 |
|
|
مرات
القراءة:
2914 |
|
|
تاريخ
النشر: 12/06/2008 |
|
|
|
|
|
|