بين الآلام .. والآمال
بقلم : آلاء محمد خالد الخطيب
آلامنا آمالنا
في ضوضاء مجتمع تعجّ فيه الساعات والدقائق بالأحداث ، وفي وسط ازدحام بطباعٍ وأشكالٍ شتى ....
هناك ومع نهاية كل يوم تكون إحصاآت النزيف الذي يصيب بعض الأشخاص في أعلى معدلاتها !!
من المحال لمن يعيش في هذه الدنيا أن لا يمرّ بلحظاتٍ ينزف فيها ليس دماً فحسب ، ولكن هو نزيفٌ روحي وفكري ...
في حياة قد لا يكون العيش فيها متساوياً بين الجميع... نعم .....
هي ليست متساوية ؛ لأنها لا تتماشى مع أهوائنا ورغباتنا ، فمن منّا ترك حيزاً للألم في نفسه ...؟؟!
من هو ذاك الذي لم تكوَ نفسه بنيران الألم التي يسببها من يستمتع برؤيتنا نتألم أو لا يأبه بأحاسيسنا ومشاعرنا ....
هي الحياة تجري بما لا تشتهي الأنفس ....
ولكن لماذا نبقى رهن ماضٍ أفل ،نعيش على أطلاله ونتغنى بآلامه ...
نعكّر لحظات حاضرنا بماضٍ ذهب ولن يعود ...
متى سنتعلّم من آلامنا ونصنع منها الآمال ..؟؟
لماذا نتجرّع مرارة الألم مرّتين ، عندما يقع ، وكلّما هبّت رياحه علينا ...
عندما ندرك حقيقة الحياة وأنها ليست كما نشتهي ونهوى ...
لن تكون طبقاً لذيذاً يقدّمه أحدٌ ما لنا في وليمة تقام على شرفنا ....
إنّ إدراك حقيقة الحياة القاسية يدفعنا للبحث وراء كل ألم عن فرصة لم تكن في الحسبان ...
لنضع نصب أعيننا أن الناس لن يضحّوا بأنفسهم من أجل سعادتنا ...
إنّ السعادة هي نتاج القلب الذي عمل على صنعها ...
إن مفتاح السعادة والرضا بأيدينا ، متى عزمنا على أن نكون سعداء راضين سنجدهما يكللان حياتنا بحلوها ومرّها... ، كيف لا والقلب رضي بقضاء الله وسلّم أمره إليه ...؟!!!
كيف لا والتسامح هو من شريعتنا ..؟!!
ألم يعانِ نبيّنا المصطفى r من آلامٍ وجراحٍ استنزفت قواه ودمه ..
أرّقت تفكيره وأسالت دمع مقلته ...
ألم تصل الجراح التي ألمّت به ذروتها ؟؟؟
ومع ذلك كان راضياً بقضاء الله ، تملأ السعادة قلبه ووجهه ، فإذا نُظِر إليه لا يُرى إلاّ مبتسماً متفائلاً بأملٍ يأتي بعد تلك الآلام ....
فكان فتح مكة وكان التسامح عنوان ذاك الفتح ..
بعد تلك المعاناة والجراحات قال لقريش اذهبوا فأنتم الطلقاء ...
حياتنا هي لحظات تمرّ الواحدة منها تلو الأخرى ، منها ما يكون عسلاً صافياً ومنها ملحاً أجاجاً ، ولكن في النهاية ستمضي اللحظات وتفنى الحياة ...
فلنبقِ لحظاتنا في استمرار مادام أمرها في أيدينا ، ولا تخضع نواصيها إلاّ لمشيئتنا ...
وإذا ما رأينا رياح الآلام تلوح في الأفق ، لنخرج مفتاح السعادة والرضا ونفتح بهما القلب ، ثم لنطلب المساعدة والمعونة من الكريم الجواد الذي يمتحن عباده بقوله لهم ﴿ أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الذين خَلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا ..﴾ ، ( البقرة ، 214 ) ...
إذا كانت الآلام شيئاً لا محالة منه فإن التعاسة أمر اختياري ..
فلنَقبل الآلام ونضمّد الجراح ، ولنقبل بالإخفاق الذي هو بداية النجاح
ولتكن آلامنا مفتاح نجاحنا منها ننطلق ومن إخفاقنا نتعلّم ....
التعليقات:
0 |
|
|
مرات
القراءة:
2935 |
|
|
تاريخ
النشر: 29/06/2008 |
|
|
|
|
|
|