أسياد و عبيد
بقلم : ملكة قطيمان
أسياد.. وعبيد
كلُّ من تابع أول مقابلة للجندي الإسرائيلي المحرر "جلعاد شاليط" على الفضائية المصرية لاحظ حالة الخوف والارتباك والاضطراب النفسي المسيطرة عليه، ورب قائل "إنّ الصّبي لا شك سينهار بعد وصوله إلى حضن أمه"!!
ليست هذه حال "شاليط" فقط، بل هي حال "الدولة الشاليطية" التي عاشت يوم ذل وقهر في تاريخها الأسود (هذا إن صح أن يقال إن لها تاريخاً أصلاً)؛ فقد حاول "نتنياهو" أن يظهر فرحه بعودة "البطل المحارب.. الأسير المحرر"، لكن أول الصفعات أتت من ذوي القربى؛ فقد نشرت الصحافة العبرية أن صهر "نتنياهو" الدكتور "حاخى بن آرتس" صرّح بأنه لن يصافح "نتنياهو" كونه مسؤولاً عن "جرائم القتل القادمة" بعد أن وقّع على صفقة تبادل الأسرى التي رأى أنها "الأكثر إذلالاً وإيلاماً في تاريخ إسرائيل". لم يكتفِ الصهر العزيز بذلك، بل أضاف أنه يرى في "نتنياهو" إنساناً ضعيفاً منهزماً من داخله، يقاتل من أجل الحفاظ على الكرسي ويخون أيدولوجيته ومبادئه!! ينفذ الصفقة وهو يعلم أنه يحكم على مصير المئات بل الآلاف بمصير مجهول!!
هذا السخط والخوف كان سيد الموقف في الحكومة الإسرائيلية التي كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس أركان جيشها "بيني غانتس" أمر بإرشاد قادة الوحدات العسكرية بسلسلة عمليات استباقية تمنع أسر جنود وإحباط ذلك مباشرة في حال حدوثها، حتى لو كلّف ذلك "قتل جندي صهيوني يتعرض للأسر"، وهو ما يعرف في قاموس الجيش الصهيوني بـ"أمر هنيبعل" أو "نظام هنيبعل" الذي يقضي بأن يمنع الاحتلال أسر جنوده، حتى لو اضطر الجنود إلى إطلاق النار عليه وعلى آسريه لقتله والتخلص منه!!
هما على طرفي نقيض؛ جندي محرّر خائف، تستقبله "دولة" مهزومة باتت تخشى الطيور في أعشاشها!! وأسرى محرّرون يطلّون على الأهل والأحباب وأحرار العالم بهامات مرفوعة.. أقدامهم على الأرض وجباههم بين النجوم في السماء؛ فهم الأحرار، أسياد الأرض الذين أكّدوا للعالم بأن الشعور بالحرية ليس طبعاً مكتسباً يناله الإنسان..
بل الحرّية.. نفْس حرّة أصلاً.
ملكة قطيمان
|
التعليقات:
0 |
 |
|
|
مرات
القراءة:
3158 |
 |
|
|
تاريخ
النشر: 31/10/2011 |
 |
|
|
|
|
|
|
